مجلس نبي الرحمة وعظماء التاريخ الاسلامي سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه


عدد مرات النقر : 99,550
عدد  مرات الظهور : 92,230,121

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-2008, 08:43 PM   #11
عضو متألق


 رقم العضوية :  2241
 تاريخ التسجيل :  04-02-2007
 المشاركات :  4,368
 الدولة :  ☜яiчάĐĦ☞
 الجـنـس :  ذكر
 عدد النقاط :  19
 قوة التقييم :  DaViNCi is on a distinguished road
 اخر مواضيع » DaViNCi
 تفاصيل مشاركات » DaViNCi
 أوسمة و جوائز » DaViNCi
 معلومات الاتصال بـ DaViNCi

افتراضي



الأخلاص

يحكى أنه كان في بني إسرائيل رجل عابد،

فجاءه قومه، وقالوا له: إن هناك قومًا يعبدون

شجرة، ويشركون بالله؛ فغضب العابد غضبًا

شديدًا، وأخذ فأسًا؛ ليقطع الشجرة، وفي

الطريق، قابله إبليس في صورة شيخ كبير،

وقال له: إلى أين أنت ذاهب؟
فقال العابد: أريد أن أذهب لأقطع الشجرة التي

يعبدها الناس من دون الله. فقال إبليس: لن أتركك

تقطعها.
وتشاجر إبليس مع العابد؛ فغلبه العابد، وأوقعه على

الأرض. فقال إبليس: إني أعرض عليك أمرًا هو خير

لك، فأنت فقير لا مال لك، فارجع عن قطع الشجرة

وسوف أعطيك عن كل يوم دينارين، فوافق العابد.
وفي اليوم الأول، أخذ العابد دينارين، وفي اليوم

الثاني أخذ دينارين، ولكن في اليوم الثالث لم يجد

الدينارين؛ فغضب العابد، وأخذ فأسه، وقال: لابد أن

أقطع الشجرة. فقابله إبليس في صورة الشيخ الكبير،

وقال له: إلى أين أنت ذاهب؟ فقال العابد: سوف

أقطع الشجرة.
فقال إبليس: لن تستطيع، وسأمنعك من ذلك،

فتقاتلا، فغلب إبليسُ العابدَ، وألقى به على الأرض،

فقال العابد: كيف غلبتَني هذه المرة؟! وقد غلبتُك

في المرة السابقة! فقال إبليس: لأنك غضبتَ في

المرة الأولى لله -تعالى-، وكان عملك خالصًا له؛

فأمَّنك الله مني، أمَّا في هذه المرة؛ فقد غضبت

لنفسك لضياع الدينارين، فهزمتُك وغلبتُك.


هاجرت إحدى الصحابيات من مكة إلى المدينة،

وكان اسمها أم قيس، فهاجر رجل إليها ليتزوجها،

ولم يهاجر من أجل نُصْرَةِ دين الله، فقال صلى الله عليه

وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى؛

فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله

ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصِيبُها أو امرأة ينكحها

(يتزوجها)؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه)


[متفق عليه].


ما هو الإخلاص؟


الإخلاص هو أن يجعل المسلم كل أعماله لله

-سبحانه- ابتغاء مرضاته، وليس طلبًا للرياء

والسُّمْعة؛ فهو لا يعمل ليراه الناس، ويتحدثوا عن

أعماله، ويمدحوه، ويثْنُوا عليه.

الإخلاص واجب في كل الأعمال:


على المسلم أن يخلص النية في كل عمل

يقوم به حتى يتقبله الله منه؛ لأن الله -سبحانه-

لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه

تعالى. قال تعالى في كتابه: (وما أمروا إلا يعبدوا

الله مخلصين له الدين حنفاء)

[البينة: 5].


وقال تعالى: (ألا لله الدين الخالص)

[الزمر: 3].

وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبل

من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابْتُغِي به وجهُه)

[النسائي].

والإخلاص صفة لازمة للمسلم إذا كان عاملا أو تاجرًا

أو طالبًا أو غير ذلك؛ فالعامل يتقن عمله لأن الله

أمر بإتقان العمل وإحسانه، والتاجر يتقي الله

في تجارته، فلا يغالي على الناس، إنما يطلب

الربح الحلال دائمًا، والطالب يجتهد في مذاكرته

وتحصيل دروسه، وهو يبتغي مرضاة الله ونَفْع

المسلمين بهذا العلم.


الإخلاص صفة الأنبياء:

قال تعالى عن موسى -عليه السلام-: (واذكر

في الكتاب موسى إنه كان مخلصًا وكان

رسولاً نبيًا)
[مريم: 51].


ووصف الله -عز وجل- إبراهيم وإسحاق ويعقوب -

عليهم السلام- بالإخلاص، فقال تعالى: (واذكر

عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي

والأبصار . إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار .

وإنهم عندنا من المصطفين الأخيار)

[ص: 45-47].


الإخلاص في النية:


ذهب قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛

فقالوا: يا رسول الله، نريد أن نخرج معك في غزوة

تبوك، وليس معنا متاع ولا سلاح. ولم يكن مع

النبي صلى الله عليه وسلم شيء يعينهم به،

فأمرهم بالرجوع؛ فرجعوا محزونين يبكون لعدم

استطاعتهم الجهاد في سبيل الله، فأنزل الله

-عز وجل- في حقهم قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة:

(ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على

الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا ما نصحوا لله

ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله

غفور رحيم . ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم

قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض

من الدمع حزنًا ألا يجدوا ما ينفقون)

[التوبة: 91-92].

فلما ذهب صلى الله عليه وسلم للحرب قال

لأصحابه: (إن أقوامًا بالمدينة خلفنا ما سلكنا

شِعْبًا ولا واديا إلا وهم معنا فيه (يعني يأخذون

من الأجر مثلنا)، حبسهم (منعهم) العذر)

[البخاري].


الإخلاص في العبادة:

لا يقبل الله -تعالى- من طاعة الإنسان وعبادته

إلا ما كان خالصًا له، وقال صلى الله عليه

وسلم في الحديث القدسي عن رب العزة:

(أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا

أشرك فيه معي غيري، تركتُه وشركَه)

[مسلم].
فالمسلم يتوجه في صلاته لله رب العالمين،

فيؤديها بخشوع وسكينة ووقار، وهو يصوم

احتسابًا للأجر من الله، وليس ليقول الناس

عنه: إنه مُصَلٍّ أو مُزَكٍّ أو حاج، أو صائم، وإنما

يبتغي في كل أعماله وجه ربه.


الإخلاص في الجهاد:



إذا جاهد المسلم في سبيل الله؛ فإنه يجعل

نيته هي الدفاع عن دينه، وإعلاء كلمة الله،

والدفاع عن بلاده وعن المسلمين، ولا يحارب

من أجل أن يقول الناس إنه بطل وشجاع،

فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم

وقال له: يا نبي الله، إني أقف مواقف أبتغي

وجه الله، وأحب أن يرَى موطني (أي: يعرف

الناس شجاعتي). فلم يرد الرسول صلى الله

عليه وسلم حتى نزل قول الله تعالى: (فمن كان

يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك

بعبادة ربه أحدًا)

[الكهف: 110].
وجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فقال: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم،

والرجل يقاتل ليذكر (يشتهر بين الناس)،

والرجل يقاتل ليرَى مكانه (شجاعته)، فمن

في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم:

(مَنْ قاتل لتكون كلمة الله هي العُليا فهو في

سبيل الله)
[متفق عليه].


جزاء المخلصين:

المسلم المخلص يبتعد عنه الشيطان، ولا

يوسوس له؛ لأن الله قد حفظ المؤمنين

المخلصين من الشيطان، ونجد ذلك فيما

حكاه القرآن الكريم على لسان الشيطان:

(قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض

ولأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين)

[الحجر: 39-40].


وقد قال الله تعالى في ثواب المخلصين

وجزائهم في الآخرة: (إلا الذين تابوا وأصلحوا

واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك

مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرً

ا عظيمًا)

[النساء: 146].


الـريـاء:

هو أن ينشط المرء في عمل الخيرات إذا كان

أمام الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويجتهد

إذا أثنى عليه الناس، وينقص من العمل إذا

ذمه أحد، وقد ذكر الله صفات هؤلاء المرائين

المنافقين، فقال تعالى: (إن المنافقين يخادعون

الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة

قاموا كسالى . يراءون الناس ولا يذكرون

الله إلا قليلاً)

[النساء: 142].
فالرياء صفة من صفات المنافقين، والمسلم

أبعد ما يكون عن النفاق، فهو يخلص قلبه

ونيته دائمًا لله، قـال النبي صلى الله عليه

وسلم: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا

إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم)

[مسلم].


الرياء شرك بالله:


المسلم لا يرائي؛ لأن الرياء شرك بالله

-سبحانه-، قال صلى الله عليه وسلم:

(إن أَخْوَفَ ما أتخوَّف على أمتي الإشراك

بالله، أما إني لستُ أقول: يعبدون شمسًا

ولا قمرًا ولا وَثَنًا، ولكن أعمالا لغير الله وشهوة

خفية) [ابن ماجه].

وقال صلى الله عليه وسلم: (إن أخوف

ما أخاف عليكم الشرك الأصغر). قالوا:

وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال صلى

الله عليه وسلم: (الرياء، يقول

الله -عز وجل- يوم القيامة -إذا جزي الناس

بأعمالهم-: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في

الدنيا؛ فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً؟)

[أحمد].
وهكذا.. لا يأخذ المرائي جزاءً على عمله؛ لأنه

أراد بعمله الحصول على رضا الناس ومدحهم

والمكانة بينهم، فليس له من أجرٍ يوم القيامة.


المرائي في النار:


أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه

في إحدى الغزوات أن فلانًا سيدخل النار،

وكان فلان هذا يقاتل مع المسلمين، فتعجب

الصحابة، وراقبوا الرجل ليعرفوا حاله؛ فوجدوه

يقاتل قتالا شديدًا؛ فازداد عجب الصحابة،

ولكن بعد قليل حدث أمر عجيب؛ فقد جُرح هذا

الرجل؛ فأخذ سيفه، وطعن به نفسه؛ فقال

له بعض الصحابة: ويلك! أتقتل نفسك، وقد

كنت تقاتل قتالا شديدًا؟ فقال الرجل: إنما

كنتُ أقاتل حميةً (عزة للنَّفْس)، وليرى الناس

شجاعتي، ثم مات الرجل، وصدق فيه قول

الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن

المرائين أول الناس عذابًا يوم القيامة؛ فأول

ثلاثة يدخلون النار: عالم، وقارئ للقرآن،

وشهيد؛ لأنهم كانوا لا يخلصون أعمالهم لله،

ولا يبتغون بها وجهه.


الرياء يبْطِلُ العبادات:


إذا أدَّى الإنسان عبادته، وليس فيها إخلاص لله،

فإنه لا يأخذ عليها أجرًا ولا ثوابًا، بل عليه الوزر

والعقاب؛ لأنه لم يخلص لله رب العالمين. قال الله

-تعالى-: (فويل للمصلين . الذين هم عن

صلاتهم ساهون . الذين هم يراءون . ويمنعون

الماعون) [الماعون: 4-7].

والذين يتصدقون، ولكن يمُنُّون بأعمالهم، ولا

يخلصون فيها لله، فإنهم لا يأخذون على

صدقتهم أجرًا من الله، وتصبح مثل الأرض

الصلبة التي لا تخرج زرعًا كما وصف القرآن الكريم

المرائي بقوله تعالى: (فمثله كمثل صفوان عليه

تراب فأصابه وابل فتركه صلدًا لا يقدرون على

شيء مما كسبوا) [البقرة: 264].
كما جعل الله -عز وجل- عبادة المرائين عديمة

الفائدة لهم، يقول تعالى: (وقدمنا إلى ما

عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورًا)

[الفرقان: 23].



.
.


..يتــــــبـــــــع..

DaViNCi غير متواجد حالياً
قديم 12-03-2008, 08:45 PM   #12
عضو متألق


 رقم العضوية :  2241
 تاريخ التسجيل :  04-02-2007
 المشاركات :  4,368
 الدولة :  ☜яiчάĐĦ☞
 الجـنـس :  ذكر
 عدد النقاط :  19
 قوة التقييم :  DaViNCi is on a distinguished road
 اخر مواضيع » DaViNCi
 تفاصيل مشاركات » DaViNCi
 أوسمة و جوائز » DaViNCi
 معلومات الاتصال بـ DaViNCi

افتراضي


الاحسان



مرَّ عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-

على غلام يرعى أغنامًا لسيده، فأراد ابن عمر أن

يختبر الغلام، فقال له: بع لي شاة. فقال الصبي:

إنها ليست لي، ولكنها ملك لسيدي، وأنا عبد

مملوك له. فقال ابن عمر: إننا بموضع لا يرانا فيه

سيدك، فبعني واحدة منها، وقل لسيدك: أكلها

الذئب. فاستشعر الصبي مراقبة الله، وصاح:

إذا كان سيدي لا يرانا، فأين الله؟! فسُرَّ منه

عبد الله بن عمر ، ثم ذهب إلى سيده، فاشتراه

منه وأعتقه.



ما هو الإحسان؟


الإحسان هو مراقبة الله في السر والعلن،

وفي القول والعمل، وهو فعل الخيرات على

أكمل وجه، وابتغاء مرضات الله.


أنواع الإحسان:


الإحسان مطلوب من المسلم في كل عمل

يقوم به ويؤديه. وفي ذلك يقول الرسول صلى

الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على

كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا

ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيحد أحدكم شَفْرته،

فلْيُرِح ذبيحته)

[مسلم].


ومن أنواع الإحسان:

الإحسان مع الله: وهو أن يستشعر الإنسان

وجود الله معه في كل لحظة، وفي كل حال

، خاصة عند عبادته لله -عز وجل-، فيستحضره

كأنه يراه وينظر إليه.

قال صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن

تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)

[متفق عليه].


الإحسان إلى الوالدين:


المسلم دائم الإحسان والبر لوالديه، يطيعهما،

ويقوم بحقهما، ويبتعد عن الإساءة إليهما،

قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه

وبالوالدين إحسانًا)

[الإسراء: 23].


الإحسان إلى الأقارب:


المسلم رحيم في معاملته لأقاربه، وبخاصة إ

خوانه وأهل بيته وأقارب والديه، يزورهم

ويصلهم، ويحسن إليهم. قال الله تعالى:

(واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام)

[النساء: 1].

وقال صلى الله عليه وسلم: (من سرَّه أن يُبْسَطَ

له في رزقه (يُوَسَّع له فيه)، وأن يُنْسأ له أثره

(يُبارك له في عمره)، فليصل رحمه)

[متفق عليه]،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان

يؤمن بالله واليوم الآخر، فَلْيَصِل رحمه)

[البخاري].

كما أن المسلم يتصدق على ذوي رحمه، فقد

قال صلى الله عليه وسلم: (الصدقة على المسكين

صدقة، وهي على ذي الرحم ثنتان: صدقة، وصلة)

[الترمذي].

الإحسان إلى الجار:


المسلم يحسن إلى جيرانه، ويكرمهم امتثالا

لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما زال

جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورِّثه).

[متفق عليه].

ومن كمال الإيمان عدم إيذاء الجار، قال صلى الله

عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر

فلا يُؤْذِ جاره) [متفق عليه].


والمسلم يقابل إساءة جاره بالإحسان، فقد

جاء رجل إلى ابن مسعود -رضي الله عنه-

فقال له: إن لي جارًا يؤذيني، ويشتمني،

ويُضَيِّقُ علي. فقال له ابن مسعود: اذهب

فإن هو عصى الله فيك، فأطع الله فيه.


وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

عن حق الجار: (إذا استعان بك أعنتَه، وإذا

استقرضك أقرضتَه، وإذا افتقر عُدْتَ عليه

(ساعدته)، وإذا مرض عُدْتَه (زُرْتَه)، وإذا أصابه

خير هنأتَه، وإذا أصابته مصيبة عزَّيته، وإذا ما

ت اتبعتَ جنازته، ولا تستطلْ عليه بالبناء،

فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذِه بقتار قِدْرِك

(رائحة الطعام) إلا أن تغرف له منها، وإن اشتريت

فاكهة فأهدِ له منها، فإن لم تفعل، فأدخلها

سرًّا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده)

[الطبراني].


الإحسان إلى الفقراء:


المسلم يحسن إلى الفقراء، ويتصدق عليهم،

ولا يبخل بماله عليهم، وعلى الغني الذي

يبخل بماله على الفقراء ألا ينسى أن الفقير

سوف يتعلق برقبته يوم القيامة وهو يقول:

رب، سل هذا -مشيرًا للغني- لِمَ منعني

معروفه، وسدَّ بابه دوني؟

ولابد للمؤمن أن يُنَزِّه إحسانه عن النفاق

والمراءاة، كما يجب عليه ألا يمن بإحسانه على

أصحاب الحاجة من الضعفاء والفقراء؛ ليكون

عمله خالصًا لوجه الله. قال تعالى: (قول معروف

ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني

حليم)

[البقرة: 263].

الإحسان إلى اليتامى والمساكين:

أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان

إلى الأيتام، وبشَّر من يكرم اليتيم، ويحسن إليه ب

الجنة، فقال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا)

وأشار بأصبعيه: السبابة، والوسطى، وفرَّج بينهما شيئًا.


[متفق عليه].

وقال صلى الله عليه وسلم: (الساعي على الأرملة

والمسكين كالمجاهد في سبيل الله)

[متفق عليه].


الإحسان إلى النفس:

المسلم يحسن إلى نفسه؛ فيبعدها عن

الحرام، ولا يفعل إلا ما يرضي الله، وهو بذلك

يطهِّر نفسه ويزكيها، ويريحها من الضلال والحيرة

في الدنيا، ومن الشقاء والعذاب في الآخرة،

قال تعالى: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم)

[الإسراء: 7].


الإحسان في القول:

الإحسان مطلوب من المسلم في القول، فلا

يخرج منه إلا الكلام الطيب الحسن، يقول

تعالى: (وهدوا إلى الطيب من القول)

[الحج: 24]، وقال تعالى: (وقولوا للناس حسنًا)

[البقرة: 83].



الإحسان في التحية:

والإحسان مطلوب من المسلم في التحية،

فعلى المسلم أن يلتزم بتحية الإسلام، ويرد

على إخوانه تحيتهم. قال الله -تعالى-: (وإذا حييتم

بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)

[النساء: 86].


الإحسان في العمل:

والمسلم يحسن في أداء عمله حتى يتقبله الله

منه، ويجزيه عليه، قال صلى الله عليه وسلم:

(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)

[البيهقي].


الإحسان في الزينة والملبس:

قال تعالى: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد)

[الأعراف: 31].

جزاء الإحسان:

المحسنون لهم أجر عظيم عند الله، قال

تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)

[الرحمن: 60].

وقال: (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً)

[الكهف: 30].

وقال: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)

[البقرة: 195].

.
.
.


..يتــــــــبـــع..

DaViNCi غير متواجد حالياً
قديم 12-03-2008, 08:46 PM   #13
عضو متألق


 رقم العضوية :  2241
 تاريخ التسجيل :  04-02-2007
 المشاركات :  4,368
 الدولة :  ☜яiчάĐĦ☞
 الجـنـس :  ذكر
 عدد النقاط :  19
 قوة التقييم :  DaViNCi is on a distinguished road
 اخر مواضيع » DaViNCi
 تفاصيل مشاركات » DaViNCi
 أوسمة و جوائز » DaViNCi
 معلومات الاتصال بـ DaViNCi

افتراضي


الصـــدق

يحكى أن رجلا كان يعصي الله -سبحانه-

وكان فيه كثير من العيوب، فحاول أن

يصلحها، فلم يستطع، فذهب إلى عالم،

وطلب منه وصية يعالج بها عيوبه، فأمره

العالم أن يعالج عيبًا واحدًا وهو الكذب،

وأوصاه بالصدق في كل حال، وأخذ من

الرجل عهدًا على ذلك، وبعد فترة أراد

الرجل أن يشرب خمرًا فاشتراها وملأ

كأسًا منها، وعندما رفعها إلى فمه

قال: ماذا أقول للعالم إن سألني: هل

شربتَ خمرًا؟ فهل أكذب عليه؟ لا،

لن أشرب الخمر أبدًا.

وفي اليوم التالي، أراد الرجل أن يفعل

ذنبًا آخر، لكنه تذكر عهده مع العالم

بالصدق. فلم يفعل ذلك الذنب، وكلما

أراد الرجل أن يفعل ذنبًا امتنع عن

فعله حتى لا يكذب على العالم،

وبمرور الأيام تخلى الرجل عن كل

عيوبه بفضل تمسكه بخلق الصدق.


ويحكى أن طفلا كان كثير الكذب،

سواءً في الجد أو المزاح، وفي إحدى

المرات كان يسبح بجوار شاطئ البحر

وتظاهر بأنه سيغرق، وظل ينادي أصحابه:

أنقذوني أنقذوني.. إني أغرق. فجرى

زملاؤه إليه لينقذوه فإذا به يضحك لأنه

خدعهم، وفعل معهم ذلك أكثر من مرة.

وفي إحدى هذه المرات ارتفع الموج، وكاد

الطفل أن يغرق، فأخذ ينادي ويستنجد

بأصحابه، لكنهم ظنوا أنه يكذب عليهم

كعادته، فلم يلتفتوا إليه حتى جري أحد

الناس نحوه وأنقذه، فقال الولد لأصحابه:

لقد عاقبني الله على كذبي عليكم، ولن

أكذب بعد اليوم. وبعدها لم يعد هذا الطفل

إلى الكذب مرة أخري.


ما هو الصدق؟


الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع.

وقد أمر الله -تعالى- بالصدق، فقال:

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)


[التوبة: 119].

صدق الله:


يقول الله تعالى: (ومن أصدق من الله قيلا)

[النساء: 122]، فلا أحد أصدق منه قولا،

وأصدق الحديث كتاب الله -تعالى-.

وقال تعالى: (هذا ما وعدنا الله ورسوله

وصدق الله ورسوله) [الأحزاب: 22].


صدق الأنبياء:


أثنى الله على كثير من أنبيائه بالصدق، فقال

تعالى عن نبي الله إبراهيم: (واذكر في الكتاب

إبراهيم إنه كان صديقًا نبيًا)

[مريم: 41].

وقال الله تعالى عن إسماعيل: (واذكر

في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق

الوعد وكان رسولاً نبيًا) [مريم: 54].


وقال الله تعالى عن يوسف: (يوسف

أيها الصديق) [يوسف: 46].

وقال تعالى عن إدريس: (واذكر في الكتاب

إدريس إنه كان صديقًا نبيًا) [مريم: 56].


وكان الصدق صفة لازمة للرسول صلى الله

عليه وسلم، وكان قومه ينادونه بالصادق

الأمين، ولقد قالت له السيدة خديجة

-رضي الله عنها- عند نزول الوحي عليه:

إنك لَتَصْدُقُ الحديث..


أنواع الصدق:

المسلم يكون صادقًا مع الله وصادقًا

مع الناس وصادقًا مع نفسه.


الصدق مع الله:


وذلك بإخلاص الأعمال كلها لله، فلا يكون

فيها رياءٌ ولا سمعةٌ، فمن عمل عملا لم

يخلص فيه النية لله لم يتقبل الله منه

عمله، والمسلم يخلص في جميع الطاعات

بإعطائها حقها وأدائها على الوجه المطلوب

منه.


الصدق مع الناس:


فلا يكذب المسلم في حديثه مع الآخرين،

وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم

قال: (كَبُرَتْ خيانة أن تحدِّث أخاك حديثًا،

هو لك مصدِّق، وأنت له كاذب) [أحمد].


الصدق مع النفس:

فالمسلم الصادق لا يخدع نفسه، ويعترف

بعيوبه وأخطائه ويصححها، فهو يعلم أن

الصدق طريق النجاة، قال صلى الله عليه

وسلم: (دع ما يُرِيبُك إلى ما لا يُرِيبُك،

فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة)

[الترمذي].


فضل الصدق:


أثنى الله على الصادقين بأنهم هم المتقون

أصحاب الجنة، جزاء لهم على صدقهم،

فقال تعالى: (أولئك الذين صدقوا وأولئك

هم المتقون) [البقرة: 177].


وقال تعالى: (قال الله هذا يوم ينفع

الصادقين صدقهم لهم جنات تجري

من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا

رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز

العظيم) [المائدة: 119].


والصدق طمأنينة، ومنجاة في الدنيا

والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم:

(تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهَلَكَة،

فإن فيه النجاة) [ابن أبي الدنيا].

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن

الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي

إلى الجنة، وإن الرجل ليَصْدُقُ؛ حتى

يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا، وإن الكذب يهدي

إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى

النار، وإن الرجل لَيَكْذِبُ، حتى يكْتَبَ

عند الله كذابًا) [متفق عليه].


فأحرى بكل مسلم وأجدر به أن يتأسى

برسول الله صلى الله عليه وسلم في

صدقه، وأن يجعل الصدق صفة دائمة

له، وما أجمل قول الشاعر:

عليك بالصـدق ولــو أنـــه

أَحْـرقَكَ الصدق بنـار الوعـيـد

وابْغِ رضـا المـولي، فأَشْقَـي الوري

من أسخط المولي وأرضي العبيــد

وقال الشاعر:

وعـوِّد لسـانك قول الصدق تَحْظَ به

إن اللسـان لمــا عـوَّدْتَ معــتـادُ


الكذب:


وهو أن يقول الإنسان كلامًا خلاف الحق

والواقع، وهو علامة من علامات النفاق،

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

(آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب،

وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان)

[متفق عليه].

والمؤمن الحق لا يكذب أبدًا، فقد سئل

النبي صلى الله عليه وسلم: أيكون

المؤمن جبانًا؟ قال: (نعم).

قيل: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: (نعم).

قيل: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: (لا)

[مالك].

والكذاب لا يستطيع أن يداري كذبه أو

ينكره، بل إن الكذب يظهر عليه، قال

الإمام علي: ما أضمر أحد شيئًا إلا

ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه.

وليس هناك كذب أبيض وكذب أسود،

أو كذب صغير وكذب كبير، فكل الكذب

مكروه منبوذ، والمسلم يحاسَب على

كذبه ويعاقَب عليه، حتى ولو كان

صغيرًا، وقد قالت السيدة أسماء بنت

يزيد -رضي الله عنها- لرسول الله

صلى الله عليه وسلم: يا رسول

الله، إذا قالت إحدانا لشيء تشتهيه:

لا أشتهيه، يعدُّ ذلك كذبًا؟ فقال صلى

الله عليه وسلم: (إن الكذب يكْتَبُ

كذبًا، حتى تُكْتَبَ الكُذَيبَة كذيبة)
[أحمد].

وعن عبد الله بن عامر -رضي الله عنه-

قال: دعتني أمي يومًا -ورسول الله

صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا-

فقالت: تعالَ أعطِك، فقال لها:

(ما أردتِ أن تعطيه؟). قالت: أردتُ

أن أعطيه تمرًا. فقال النبي صلى

الله عليه وسلم: (أما إنك لو لم

تعطِه شيئًا كُتِبَتْ عليك كذبة)

[أبوداود].


الكذب المباح:

هناك حالات ثلاث يرخص للمرء فيها

أن يكذب، ويقول غير الحقيقة، ولا

يعاقبه الله على هذا؛ بل إن له أجرًا

على ذلك، وهذه الحالات هي:


الصلح بين المتخاصمين:


فإذا علمتَ أن اثنين من أصدقائك قد

تخاصما، وحاولت أن تصلح بينهما،

فلا مانع من أن تقول للأول: إن

فلانًا يحبك ويصفك بالخير.. وتقول

للثاني نفس الكلام...وهكذا حتى

يعود المتخاصمان إلى ما كان

بينهما من محبة ومودة.


الكذب على الأعداء:


فإذا وقع المسلم في أيدي الأعداء وطلبوا

منه معلومات عن بلاده، فعليه ألا يخبرهم

بما يريدون، بل يعطيهم معلومات كاذبة

حتى لا يضر بلاده.


في الحياة الزوجية:

فليس من أدب الإسلام أن يقول الرجل

لزوجته: إنها قبيحة ودميمة، وأنه لا

يحبها، ولا يرغب فيها، بل على الزوج

أن يطيب خاطر زوجته، ويرضيها، ويصفها

بالجمال، ويبين لها سعادته بها -ولو

كان كذبًا-، وكذلك على المرأة أن تفعل

هذا مع زوجها، ولا يعد هذا من الكذب،

بل إن صاحبه يأخذ عليه الأجر من الله

رب العالمين.



المسلم لا يكذب في المدح أو المزاح:


وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم

أناسًا منافقين يمدحون مَنْ أمامهم

ولو كذبًا، فقال صلى الله عليه

وسلم: (إذا رأيتم المداحين فاحثوا

في وجوههم التراب) [مسلم].


وهناك أناس يريدون أن يضحكوا الناس؛

فيكذبون من أجل إضحاكهم، وقد نهى

النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك

فقال: (ويل للذي يحدِّث بالحديث ليضحك

به القوم؛ فيكذب، ويل له، ويل له)

[الترمذي].


وقال صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم بيت

في رَبَضِ الجنة (أطرافها) لمن ترك المراء

وإن كان مُحِقَّا، وبيت في وسط الجنة

لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وبيت

في أعلى الجنة لمن حَسُن خلقه)
[أبوداود].

وكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- إذا

سمع من يمدحه يقول: اللهم أنت أعلم

بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم،

اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي

ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون.

.
.


..يتـــــبـــــــــع..

DaViNCi غير متواجد حالياً
قديم 12-03-2008, 08:47 PM   #14
عضو متألق


 رقم العضوية :  2241
 تاريخ التسجيل :  04-02-2007
 المشاركات :  4,368
 الدولة :  ☜яiчάĐĦ☞
 الجـنـس :  ذكر
 عدد النقاط :  19
 قوة التقييم :  DaViNCi is on a distinguished road
 اخر مواضيع » DaViNCi
 تفاصيل مشاركات » DaViNCi
 أوسمة و جوائز » DaViNCi
 معلومات الاتصال بـ DaViNCi

افتراضي



الأمـــــــانـــــة



فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، ودخل المسجد الحرام فطاف حول

الكعبة، وبعد أن انتهى من طوافه دعا عثمان بن طلحة -حامل مفتاح

الكعبة- فأخذ منه المفتاح، وتم فتح الكعبة، فدخلها النبي صلى الله عليه

وسلم، ثم قام على باب الكعبة فقال: (لا إله إلا الله وحده، صدق وعده،

ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده...).

ثم جلس في المسجد فقام على بن أبي طالب وقال: يا رسول الله،

اجعل لنا الحجابة مع السقاية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

(أين عثمان بن طلحة؟) فجاءوا به، فقال له النبي صلى الله عليه

وسلم: (هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم برٍّ ووفاء) [سيرة ابن هشام].

ونزل في هذا قول الله تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)

[النساء: 58]. وهكذا رفض النبي صلى الله عليه وسلم إعطاء المفتاح لعلي ليقوم

بخدمة الحجيج وسقايتهم، وأعطاه عثمان بن طلحة امتثالا لأمر الله بردِّ الأمانات إلى

أهلها.



ما هي الأمانة؟


الأمانة هي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه؛

يؤدي حق الله في العبادة، ويحفظ جوارحه عن الحرام، ويرد الودائع... إلخ.

وهي خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه، فهي فريضة عظيمة

حملها الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمها

وثقلها، يقول تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن

يحملنا وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولاً)[الأحزاب: 72].

وقد أمرنا الله بأداء الأمانات، فقال تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)
[النساء: 58].


وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة دليلا على إيمان المرء وحسن خلقه،

فقال صلى الله عليه وسلم: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له)

[أحمد].


أنواع الأمانة:

الأمانة لها أنواع كثيرة،منها:


الأمانة في العبادة:

فمن الأمانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف، فيؤدي فروض الدين كما ينبغي،

ويحافظ على الصلاة والصيام وبر الوالدين، وغير ذلك من الفروض التي يجب

علينا أن نؤديها بأمانة لله رب العالمين.

الأمانة في حفظ الجوارح:

وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والأعضاء كلها أمانات، يجب عليه أن يحافظ

عليها، ولا يستعملها فيما يغضب الله -سبحانه-؛ فالعين أمانة يجب عليه أن

يغضها عن الحرام، والأذن أمانة يجب عليه أن يجنِّبَها سماع الحرام، واليد

أمانة، والرجل أمانة...وهكذا.


الأمانة في الودائع:


ومن الأمانة حفظ الودائع وأداؤها لأصحابها عندما يطلبونها كما هي، مثلما فعل

الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين، فقد كانوا يتركون ودائعهم عند


الرسول صلى الله عليه وسلم ليحفظها لهم؛ فقد عُرِفَ الرسول صلى الله عليه

وسلم بصدقه وأمانته بين أهل مكة، فكانوا يلقبونه قبل البعثة بالصادق الأمين،

وحينما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، ترك علي

بن أبي طالب -رضي الله عنه- ليعطي المشركين الودائع والأمانات التي تركوها

عنده.


الأمانة في العمل:


ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه، فالعامل يتقن عمله ويؤديه

بإجادة وأمانة، والطالب يؤدي ما عليه من واجبات، ويجتهد في تحصيل علومه

ودراسته، ويخفف عن والديه الأعباء، وهكذا يؤدي كل امرئٍ واجبه بجد واجتهاد.


الأمانة في الكلام:


ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة، فيعرف قدر الكلمة وأهميتها؛

فالكلمة قد تُدخل صاحبها الجنة وتجعله من أهل التقوى، كما قال الله

تعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت

وفرعها في السماء) [إبراهيم: 24].

وقد ينطق الإنسان بكلمة الكفر فيصير من أهل النار، وضرب الله -سبحانه- مثل

لهذه الكلمة بالشجرة الخبيثة، فقال: (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت

من فوق الأرض ما لها من قرار) [إبراهيم: 26].

وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الكلمة وأثرها، فقال: (إن الرجل

لَيتَكَلَّمُ بالكلمة من رضوان الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغتْ، يكتب الله له بها

رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما كان يظن أن

تبلغ ما بلغتْ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه) [مالك]. والمسلم

يتخير الكلام الطيب ويتقرب به إلى الله -سبحانه-، قال النبي صلى الله عليه

وسلم: (والكلمة الطيبة صدقة) [مسلم].


المسئولية أمانة:

كل إنسان مسئول عن شيء يعتبر أمانة في عنقه، سواء أكان حاكمًا أم

والدًا أم ابنًا، وسواء أكان رجلا أم امرأة فهو راعٍ ومسئول عن رعيته، قال

صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير

الذي على الناس راعٍ وهو مسئول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته

وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها (زوجها) وولده وهي

مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم

راع وكلكم مسئول عن رعيته) [متفق عليه].


الأمانة في حفظ الأسرار:


فالمسلم يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا يفشي أسراره، وقد قال النبي

صلى الله عليه وسلم: (إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة)

[أبو داود والترمذي].


الأمانة في البيع:


المسلم لا يغِشُّ أحدًا، ولا يغدر به ولا يخونه، وقد مرَّ النبي صلى الله عليه

وسلم على رجل يبيع طعامًا فأدخل يده في كومة الطعام، فوجده مبلولا،

فقال له: (ما هذا يا صاحب الطعام؟). فقال الرجل: أصابته السماء (المطر)

يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفلا جعلتَه فوق الطعام

حتى يراه الناس؟ من غَشَّ فليس مني) [مسلم].


فضل الأمانة:


عندما يلتزم الناس بالأمانة يتحقق لهم الخير، ويعمهم الحب، وقد أثنى الله

على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى: (والذين هم لأمانتهم

وعهدهم راعون) [المعارج: 32]. وفي الآخرة يفوز الأمناء برضا ربهم، وبجنة

عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.


الخيانة:


كل إنسان لا يؤدي ما يجب عليه من أمانة فهو خائن، والله -سبحانه- لا يحب

الخائنين، قال تعالى: (إن الله لا يحب من كان خوانًا أثيمًا) [النساء: 107].


وقد أمرنا الله -عز وجل- بعدم الخيانة، فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله

والرسول وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون) [الأنفال: 27].

وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة مع جميع الناس، وألا نخون

من خاننا، فقال صلى الله عليه وسلم: (أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تَخُنْ من

خانك)[أبو داود والترمذي وأحمد].


جزاء الخيانة:


بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن خائن الأمانة سوف يعذب بسببها في النار،

وسوف تكون عليه خزيا وندامة يوم القيامة، وسوف يأتي خائن الأمانة يوم القيامة

مذلولا عليه الخزي والندامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لكل غادر لواء

يعرف به يوم القيامة) [متفق عليه]..

ويا لها من فضيحة وسط الخلائق***!! تجعل المسلم يحرص دائمًا على الأمانة،

فلا يغدر بأحد، ولا يخون أحدًا، ولا يغش أحدًا، ولا يفرط في حق الله عليه.


الخائن منافق:

الأمانة علامة من علامات الإيمان، والخيانة إحدى علامات النفاق، يقول

النبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا

وعد أخلف، وإذا ائْتُمِنَ خان) [متفق عليه].

فلا يضيع الأمانة ولا يخون إلا كل منافق، أما المسلم فهو بعيد عن ذلك.


.
.
.


..يتـــــــــــــبــــــــ ع..

DaViNCi غير متواجد حالياً
قديم 12-03-2008, 08:49 PM   #15
عضو متألق


 رقم العضوية :  2241
 تاريخ التسجيل :  04-02-2007
 المشاركات :  4,368
 الدولة :  ☜яiчάĐĦ☞
 الجـنـس :  ذكر
 عدد النقاط :  19
 قوة التقييم :  DaViNCi is on a distinguished road
 اخر مواضيع » DaViNCi
 تفاصيل مشاركات » DaViNCi
 أوسمة و جوائز » DaViNCi
 معلومات الاتصال بـ DaViNCi

افتراضي


بــــر الــوالـــديــــــن .
.
.
.


كان إسماعيل -عليه السلام- غلامًا صغيرًا، يحب والديه ويطيعهما ويبرهما.

وفي يوم من الأيام جاءه أبوه إبراهيم -عليه السلام- وطلب منه طلبًا عجيبًا

وصعبًا؛ حيث قال له: (يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى)

[الصافات: 102] فرد عليه إسماعيل في ثقة المؤمن برحمة الله، والراضي

بقضائه: (قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين)

[الصافات: 102].

وهكذا كان إسماعيل بارًّا بأبيه، مطيعًا له فيما أمره الله به، فلما أمسك إبراهيم

-عليه السلام- السكين، وأراد أن يذبح ولده كما أمره الله، جاء الفرج من الله

-سبحانه- فأنزل الله ملكًا من السماء، ومعه كبش عظيم فداءً لإسماعيل،

قال تعالى: (وفديناه بذبح عظيم) [الصافات: 107].


يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة ثلاثة رجال اضطروا إلى أن يبيتوا ليلتهم

في غارٍ، فانحدرت صخرة من الجبل؛ فسدت عليهم باب الغار، فأخذ كل واحد

منهم يدعو الله ويتوسل إليه بأحسن الأعمال التي عملها في الدنيا؛ حتى يفرِّج

الله عنهم ما هم فيه، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران،

وكنت أحضر لهما اللبن كل ليلة ليشربا قبل أن يشرب أحد من أولادي، وتأخرت

عنهما ذات ليلة، فوجدتُهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما أو أعطي أحدًا من أولادي

قبلهما، فظللت واقفًا -وقدح اللبن في يدي- أنتظر استيقاظهما حتى طلع الفجر،

وأولادي يبكون من شدة الجوع عند قدمي حتى استيقظ والدي وشربا اللبن،

اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك ففرِّج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة،

وخرج الثلاثة من الغار.

[القصة مأخوذة من حديث متفق عليه].



ما هو بر الوالدين؟


بر الوالدين هو الإحسان إليهما، وطاعتهما، وفعل الخيرات لهما، وقد جعل الله

للوالدين منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة، فجعل برهما والإحسان إليهما والعمل

على رضاهما فرض عظيم، وذكره بعد الأمر بعبادته، فقال جلَّ شأنه: (وقضى

ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا) [الإسراء: 23].

وقال تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا)

[النساء: 36]. وقال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن

وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير) [لقمان: 14].


بر الوالدين بعد موتهما:


فالمسلم يبر والديه في حياتهما، ويبرهما بعد موتهما؛ بأن يدعو لهما بالرحمة

والمغفرة، وينَفِّذَ عهدهما، ويكرمَ أصدقاءهما.

يحكي أن رجلا من بني سلمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرُّهما به من بعد موتهما؟ قال:

(نعم. الصلاة عليهما (الدعاء)، والاستغفار لهما، وإيفاءٌ بعهودهما من بعد موتهما،

وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما) [ابن ماجه].

وحثَّ الله كلَّ مسلم على الإكثار من الدعاء لوالديه في معظم الأوقات،

فقال: (ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) [إبراهيم: 41]،

وقال: (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات)

[نوح: 28].



فضل بر الوالدين:

بر الوالدين له فضل عظيم، وأجر كبير عند الله -سبحانه-، فقد جعل الله بر الوالدين

من أعظم الأعمال وأحبها إليه، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل

أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها).

قال: ثم أي؟ قال: (ثم بر الوالدين). قال: ثم أي؟ قال: (الجهاد

في سبيل الله) _[متفق عليه].



ومن فضائل بر الوالدين:


رضا الوالدين من رضا الله:


المسلم يسعى دائمًا إلى رضا والديه؛ حتى ينال رضا ربه، ويتجنب إغضابهما،

حتى لا يغضب الله. قال صلى الله عليه وسلم: (رضا الرب في رضا الوالد،

وسخط الرب في سخط الوالد) [الترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم:

(من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله) [البخاري].


الجنة تحت أقدام الأمهات:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد، فأمره النبي صلى

الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه، فأعاد الرجل رغبته في الجهاد، فأمره

النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه. وفي المرة الثالثة، قال له

النبي صلى الله عليه وسلم: (ويحك! الزم رِجْلَهَا فثم الجنة) [ابن ماجه].



الفوز بمنزلة المجاهد:

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه.

فقال صلى الله عليه وسلم: (هل بقي من والديك أحد؟). قال: أمي. قال: (فاسأل

الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد) [الطبراني].


وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال صلى

الله عليه وسلم: (أحي والداك؟). قال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (ففيهما فجاهد)

[مسلم].


وأقبل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة

والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (فهل من والديك أحد

حي؟). قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم: (فتبتغي الأجر من الله؟).

فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (فارجع إلى والديك، فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما)

[مسلم].


الفوز ببرِّ الأبناء:


إذا كان المسلم بارًّا بوالديه محسنًا إليهما، فإن الله -تعالى- سوف يرزقه

أولادًا يكونون بارين محسنين له، كما كان يفعل هو مع والديه، روي أن

النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بِرُّوا آباءكم تَبرُّكم أبناؤكم، وعِفُّوا تَعِفُّ

نساؤكم) [الطبراني والحاكم].


الوالدان المشركان:

كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بارًّا بأمه، فلما أسلم قالت له أمه:

يا سعد، ما هذا الذي أراك؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت

فتُعَير بي، فيقال: يا قاتل أمه. قال سعد: يا أمه، لا تفعلي، فإني لا أدع ديني

هذا لشيء. ومكثت أم سعد يومًا وليلة لا تأكل ولا تشرب حتى اشتد بها الجوع،

فقال لها سعد: تعلمين -والله- لو كان لك مائة نَفْس فخرجت نَفْسًا نَفْسًا ما تركتُ

ديني هذا لشيء، فإن شئتِ فكُلِي، وإن شئتِ فلا تأكلي.

فلما رأت إصراره على التمسك بالإسلام أكلت. ونزل يؤيده قول الله تعالى:

(وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما

في الدنيا معروفًا) [لقمان: 15].

وهكذا يأمرنا الإسلام بالبر بالوالدين حتى وإن كانا مشركين.

وتقول السيدة أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-: قدمت على أمي وهي

مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيتُ رسول الله صلى

الله عليه وسلم، قلت: إن أمي قَدِمَتْ وهي راغبة (أي طامعة فيما عندي من بر)

، أفَأَصِلُ أمي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (نعم، صلي أمَّكِ) [متفق عليه].



عقوق الوالدين:


حذَّر الله -تعالى- المسلم من عقوق الوالدين، وعدم طاعتهما، وإهمال حقهما، وفعل

ما لا يرضيهما أو إيذائهما ولو بكلمة (أف) أو بنظرة، يقول تعالى: (فلا تقل لهما أف

ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا) [الإسراء: 23].

ولا يدخل عليهما الحزن ولو بأي سبب؛ لأن إدخال الحزن على الوالدين عقوق لهما،

وقد قال الإمام علي -رضي الله عنه-: مَنْ أحزن والديه فقد عَقَّهُمَا.


جزاء العقوق:


عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، بل من أكبر الكبائر،

وجمع بينه وبين الشرك بالله، فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر:

الإشراك بالله، وعقوق الوالدين...) [متفق عليه].


والله -تعالى- يعَجِّل عقوبة العاقِّ لوالديه في الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم:

(كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله

يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات)

[البخاري].

.
.


..يتــــــــــبـــــــــع..

DaViNCi غير متواجد حالياً
قديم 12-03-2008, 08:50 PM   #16
عضو متألق


 رقم العضوية :  2241
 تاريخ التسجيل :  04-02-2007
 المشاركات :  4,368
 الدولة :  ☜яiчάĐĦ☞
 الجـنـس :  ذكر
 عدد النقاط :  19
 قوة التقييم :  DaViNCi is on a distinguished road
 اخر مواضيع » DaViNCi
 تفاصيل مشاركات » DaViNCi
 أوسمة و جوائز » DaViNCi
 معلومات الاتصال بـ DaViNCi

افتراضي



الرحمة ...


دخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فوجده يقَبِّلُ حفيده الحسن بن علي -رضي الله

عنهما-، فتعجب الرجل، وقال: والله يا رسول الله

إن لي عشرة من الأبناء ما قبَّلتُ أحدًا منهم أبدًا،

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا

يرْحم لا يرْحم) [متفق عليه].



يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجل غفر

الله له؛ لأنه سقى كلبًا عطشان، فيقول صلى الله

عليه وسلم: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه

العطش فوجد بئرًا فيها، فشرب، ثم خرج، فإذا كلب

يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ

هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل

البئر فملأ خُفَّهُ (حذاءه) بالماء، ثم أمسكه بفيه (بفمه)،

فسقى الكلب، فشَكَرَ اللهُ له، فَغَفَر له).

فقال الصحابة: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرًا؟

قال: (في كل ذات كبد رطبة أجر (يقصد أن في سقي

كل كائن حي ثوابًا) [البخاري].



ما هي الرحمة؟


الرحمة هي الرقة والعطف والمغفرة. والمسلم رحيم

القلب، يغيث الملهوف، ويصنع المعروف، ويعاون

المحتاجين، ويعطف على الفقراء والمحرومين، ويمسح

دموع اليتامى؛ فيحسن إليهم، ويدخل السرور عليهم.

ويقول الشاعر:

ارحم بُنَي جمـيــع الخـلـق كُلَّـهُـمُ

وانْظُرْ إليهــم بعين اللُّطْفِ والشَّفَقَةْ

وَقِّــرْ كبيـرَهم وارحم صغيـرهــم

ثم ارْعَ في كل خَلْق حقَّ مَنْ خَلَـقَـهْ




رحمة الله:


يقول الله تعالى: (كتب ربكم على نفسه الرحمة)

[الأنعام: 54]. ويقول الله تعالى: (فالله خير حافظ

وهو أرحم الراحمين) [يوسف: 64].

ونحن دائمًا نردد في أول أعمالنا: (بسم الله الرحمن

الرحيم). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:

(لما خلق الله الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن

رحمتي سبقت غضبي) [متفق عليه].


فرحمة الله -سبحانه- واسعة، ولا يعلم مداها إلا هو،

فهو القائل: (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها

للذين يتقون) [الأعراف: 156].

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (جعل الله الرحمة

مائة جزءٍ، فأمسك تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض

جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق؛ حتى

ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه)

[متفق عليه].



رحمة النبي صلى الله عليه وسلم:


الرحمة والشفقة من أبرز أخلاق النبي صلى الله عليه

وسلم، وقد وصفه الله في القرآن الكريم بذلك، فقال

تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما

عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم)

[التوبة: 128].

وقال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم: (وما

أرسلناك إلا رحمة للعاملين) [الأنبياء: 107].


وقال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا

غليظ القلب لانفضوا من حولك) [آل عمران: 159].


وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رحمة النبي

صلى الله عليه وسلم، فتقول: ما ضرب رسول الله صلى

الله عليه وسلم بيده خادمًا له قط ولا امرأة) [أحمد].


وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقَبِّلُ ابنه إبراهيم

عند وفاته وعيناه تذرفان بالدموع؛ فيتعجب عبدالرحمن

بن عوف ويقول:وأنت يا رسول الله؟!

فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يابن عوف، إنها

رحمة، إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما

يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) [البخاري].

وكان صلى الله عليه وسلم يدخل في الصلاة، وهو

ينوي إطالتها، فإذا سمع طفلاً يبكي سرعان ما

يخففها إشفاقًا ورحمة على الطفل وأمه. قال

صلى الله عليه وسلم: (إني لأدخل في الصلاة،

فأريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي؛ فأتجوَّز لما أعلم

من شدة وَجْدِ (حزن) أمه من بكائه) [متفق عليه].




رحمة البشر:


قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ارحم من في

الأرض، يرحَمْك من في السماء) [الطبراني والحاكم]

وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم

وتراحمهم وتعاطفهم؛ مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه

عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)

[مسلم].

والمسلم رحيم في كل أموره؛ يعاون أخاه فيما عجز

عنه؛ فيأخذ بيد الأعمى في الطرقات ليجنِّبه الخطر،

ويرحم الخادم؛ بأن يحسن إليه، ويعامله معاملة

كريمة، ويرحم والديه، بطاعتهما وبرهما والإحسان

إليهما والتخفيف عنهما.

والمسلم يرحم نفسه، بأن يحميها مما يضرها في

الدنيا والآخرة؛ فيبتعد عن المعاصي، ويتقرب إلى

الله بالطاعات، ولا يقسو على نفسه بتحميلها

ما لا تطيق، ويجتنب كل ما يضر الجسم من

أمراض، فلا يؤذي جسده بالتدخين أو المخدرات...

إلى غير ذلك. والمسلم يرحم الحيوان، فرحمة

المسلم تشمل جميع المخلوقات بما في ذلك

الحيوانات.


الغلظة والقسوة:


حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلظة والقسوة،

وعدَّ الذي لا يرحم الآخرين شقيا، فقال صلى الله

عليه وسلم: (لا تُنْزَعُ الرحمةُ إلا من شَقِي)
[أبو داود والترمذي]

وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يرحم اللهُ من لا يرحم الناس)

[متفق عليه].


وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة دخلت

النار من أجل قسوتها وغلظتها مع قطة، فيقول صلى

الله عليه وسلم: (دخلت امرأة النار في هرة (قطة)

ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعْها تأكل من خشاش

الأرض (دوابها كالفئران والحشرات)) [متفق عليه].

فهذه المرأة قد انْتُزِعَت الرحمة من قلبها، فصارت

شقية بتعذيبها للقطة المسكينة التي لا حول لها

ولا قوة.

أما المسلم فهو أبعد ما يكون عن القسوة، وليس

من أخلاقه أن يرى الجوعى ولا يطعمهم مع قدرته،

أو يرى الملهوف ولا يغيثه وهو قادر، أو يرى اليتيم ولا

يعطف عليه، ولا يدخل السرور على نفسه؛ لأنه يعلم

أن من يتصف بذلك شقي ومحروم.

.
.
.
.
.


..يتـــــــــبــــــــع..

DaViNCi غير متواجد حالياً
قديم 12-03-2008, 08:52 PM   #17
عضو متألق


 رقم العضوية :  2241
 تاريخ التسجيل :  04-02-2007
 المشاركات :  4,368
 الدولة :  ☜яiчάĐĦ☞
 الجـنـس :  ذكر
 عدد النقاط :  19
 قوة التقييم :  DaViNCi is on a distinguished road
 اخر مواضيع » DaViNCi
 تفاصيل مشاركات » DaViNCi
 أوسمة و جوائز » DaViNCi
 معلومات الاتصال بـ DaViNCi

افتراضي



التــــعـــــاون ...

.
.
.
.

يحكى أن شيخًا كبيرًا جمع أولاده، وأعطاهم حزمة

من الحطب، وطلب منهم أن يكسروها، فحاول كل

واحد منهم كسر الحزمة لكنهم لم يستطيعوا،

فأخذ الأب الحزمة وفكها إلى أعواد كثـيـرة، وأعطى

كل واحد من أبنائه عودًا، وطلب منه أن يكسره،

فكسره بسهـولة.


أمر الله إبراهيم -عليه السلام- أن يرفع جدران الكعبة،

ويجدد بناءها، فقام إبراهيم -عليه السلام- على

الفور لينفذ أمر الله، وطلب من ابنه إسماعيل -عليه

السلام- أن يعاونه في بناء الكعبة، فأطاع إسماعيل

أباه، وتعاونا معًا حتى تم البناء، قال تعالى:

(وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا

تقبل منا إنك أنت السميع العليم) [البقرة: 127].


أرسل الله موسى -عليه السلام- إلى فرعون؛ يدعوه

إلى عبادة الله وحده، فطلب موسى -عليه السلام-

من الله -سبحانه- أن يرسل معه أخاه هارون؛ ليعاونه

ويقف بجانبه في دعوته، فقال: (واجعل لي وزيرًا من

أهلي . هارون أخي . اشدد به أزري . وأشركه في

أمري) [طه: 29-32].

فاستجاب الله تعالى لطلب موسى، وأيده بأخيه

هارون، فتعاونا في الدعوة إلى الله؛ حتى مكنهم

الله من النصر على فرعون وجنوده.

أعطى الله -سبحانه- ذا القرنين مُلكًا عظيمًا؛ فكان يطوف

الأرض كلها من مشرقها إلى مغربها، وقد مكَّن الله

له في الأرض، وأعطاه القوة والسلطان، فكان يحكم

بالعدل، ويطبق أوامر الله.

وكان في الأرض قوم مفسدون هم يأجوج ومأجوج،

يهاجمون جيرانهم، فينهبون أموالهم، ويظلمونهم

ظلمًا شديدًا؛ فاستغاث هؤلاء الضعفاء المظلومون

بذي القرنين، وطلبوا منه أن يعينهم على إقامة

سـد عظيم، يحول بينهم وبين يأجوج ومأجوج ،

(قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في

الأرض فهل نجعل لك خرجًا على أن تجعل بيننا

وبينهم سدًا) [الكهف: 94].

فطلب منهم ذو القرنين أن يتحدوا جميعًا، وأن يكونوا

يدًا واحدة؛ لأن بناء السد يحتاج إلى مجهود عظيم،

فعليهم أن يُنَقِّبُوا ويبحثوا في الصحراء والجبال، حتى

يحضروا حديدًا كثيرًا لإقامة السد، قال تعالى:

(قال ما مكني فيه خيرًا فأعينوني بقوة أجعل بينكم

وبينهم ردمًا) [الكهف: 95].

وتعاون الناس جميعًا حتى جمعوا قدرًا عظيمًا

من الحديد بلغ ارتفاعه طول الجبال، وصهروا

هذا الحديد، وجعلوه سدَّا عظيمًا يحميهم

من هؤلاء المفسدين.

كان أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه

وسلم حينما هاجر إلى المدينة هو بناء المسجد،

فتعاون الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم

حتى هيئوا المكان، وأحضروا الحجارة والنخيل التي

تم بها بناء المسجد، فكانوا يدًا واحدة حتى تم

لهم البناء.

وكان الصحابة يدًا واحدة في حروبهم مع الكفار،

ففي غزوة الأحزاب اجتمع عليهم الكفار من كل

مكان، وأحاطوا بالمدينة، فأشار سلمان الفارسي

-رضي الله عنه- على النبي صلى الله عليه وسلم

بحفر خندق عظيم حول المدينة، حتى لا يستطيع

الكفار اقتحامه. وقام المسلمون جميعًا بحفر الخندق

حتى أتموه، وفوجئ به المشركون، ونصر الله المسلمين

على أعدائهم.



ما هو التعاون؟



التعاون هو مساعدة الناس بعضهم بعضًا في

الحاجات وفعل الخيرات. وقد أمر الله -سبحانه-

بالتعاون، فقال: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا

تعاونوا على الإثم والعدوان) [المائدة: 2].



فضل التعاون:


والتعاون من ضروريات الحياة؛ إذ لا يمكن للفرد أن

يقوم بكل أعباء هذه الحياة منفردًا. قال النبي

صلى الله عليه وسلم: (من كان معه فضل ظهر

فلْيعُدْ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل

من زاد فلْيعُدْ به على من لا زاد له)

[مسلم وأبو داود].

وحث النبي صلى الله عليه وسلم على معونة

الخدم، فقال: (ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم فإن

كلَّفتموهم فأعينوهم) [متفق عليه].


والله -سبحانه- خير معين، فالمسلم يلجأ إلى ربه

دائمًا يطلب منه النصرة والمعونة في جميع

شئونه، ويبتهل إلى الله -سبحانه- في كل

صلاة مستعينًا به، فيقول: (إياك نعبد وإياك

نستعين) [الفاتحة: 5].


وقد جعل الله التعاون فطرة في جميع مخلوقاته،

حتى في أصغرهم حجمًا، كالنحل والنمل وغيرها

من الحشرات، فنرى هذه المخلوقات تتحد وتتعاون

في جمع طعامها، وتتحد كذلك في صد أعدائها.

والإنسان أولى بالتعاون لما ميزه الله به من عقل

وفكر.




فضل التعاون:



حينما يتعاون المسلم مع أخيه يزيد جهدهما، فيصلا

إلى الغرض بسرعة وإتقان؛ لأن التعاون يوفر في

الوقت والجهد، وقد قيل في الحكمة المأثورة: المرء

قليل بنفسه كثير بإخوانه.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين

في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛

إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد

بالسهر والحمى) [مسلم].


وقال صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة)

[الترمذي].

وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان

يشد بعضُه بعضًا) [متفق عليه].

والمسلم إذا كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته،

ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا

والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في

عون أخيه.

وقال صلى الله عليه وسلم: (وعَوْنُكَ الضعيفَ بِفَضْلِ

قُوَّتِكَ صدقة) [أحمد].



التعاون المرفوض:

نهى الله -تعالى- عن التعاون على الشر لما في

ذلك من فساد كبير، فقال تعالى: (ولا تعاونوا

على الإثم والعدوان) [المائدة: 2].

والمسلم إذا رأى أحدًا ارتكب معصية فعليه ألا يسخر

منه، أو يستهزئ به، فيعين الشيطان بذلك عليه،

وإنما الواجب عليه أن يأخذ بيده، وينصحه، ويُعَرِّفه

الخطأ.

.
.
.
.


..يتــــــبــــــــع..

DaViNCi غير متواجد حالياً
قديم 12-03-2008, 08:53 PM   #18
عضو متألق


 رقم العضوية :  2241
 تاريخ التسجيل :  04-02-2007
 المشاركات :  4,368
 الدولة :  ☜яiчάĐĦ☞
 الجـنـس :  ذكر
 عدد النقاط :  19
 قوة التقييم :  DaViNCi is on a distinguished road
 اخر مواضيع » DaViNCi
 تفاصيل مشاركات » DaViNCi
 أوسمة و جوائز » DaViNCi
 معلومات الاتصال بـ DaViNCi

افتراضي


اذا رأيت تفااااااعل كملت باااقي الموسووووعه

على فكرة الموووضووووع

م ن ق و ل

DaViNCi غير متواجد حالياً
قديم 12-03-2008, 11:16 PM   #19


 رقم العضوية :  8601
 تاريخ التسجيل :  11-01-2008
 المشاركات :  573
 عدد النقاط :  10
 قوة التقييم :  العنيــــــــــــــــــــدة is on a distinguished road
 اخر مواضيع » العنيــــــــــــــــــــدة
 تفاصيل مشاركات » العنيــــــــــــــــــــدة
 أوسمة و جوائز » العنيــــــــــــــــــــدة
 معلومات الاتصال بـ العنيــــــــــــــــــــدة

افتراضي



العنيــــــــــــــــــــدة غير متواجد حالياً
قديم 12-03-2008, 11:32 PM   #20
عضو متألق


 رقم العضوية :  2241
 تاريخ التسجيل :  04-02-2007
 المشاركات :  4,368
 الدولة :  ☜яiчάĐĦ☞
 الجـنـس :  ذكر
 عدد النقاط :  19
 قوة التقييم :  DaViNCi is on a distinguished road
 اخر مواضيع » DaViNCi
 تفاصيل مشاركات » DaViNCi
 أوسمة و جوائز » DaViNCi
 معلومات الاتصال بـ DaViNCi

افتراضي


يسلمووووو على المروووور كيف الحااااال

DaViNCi غير متواجد حالياً
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
~ حملة ((معآ لنرقى بأخلاقنـــــــــــــــــــا)) سلسلة أخلاق المؤمن ~ أذكر الله مجالسُ الدعوةِ إلى الله حُجةٌ وتاجٌ من نور 55 09-08-2011 04:07 AM
..×..أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم..×..<~من كتابتي.. {..سمية~ مجلس نبي الرحمة وعظماء التاريخ الاسلامي 22 27-03-2010 07:12 AM
أخلاق الكبار -- للشيخ خالد السبت إبراهيم الليث مجلس أوراق ملونة 6 31-08-2009 10:31 PM
أخلاق أهل العلم لسماحة الشيخ بن باز طبيعي مني يغارون مجالسُ الدعوةِ إلى الله حُجةٌ وتاجٌ من نور 10 03-03-2009 06:10 PM
أخلاق النبي –صلى الله عليه وسلّم في السِّلم والحرب عبد الله الساهر مجلس نبي الرحمة وعظماء التاريخ الاسلامي 12 22-06-2007 10:43 PM


الساعة الآن 10:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات العبير
المحتوى المنشور فى موقع العبير لايعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبها