|
مجلس نبي الرحمة وعظماء التاريخ الاسلامي سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | |||||||||||||
![]()
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جمع قلوب أهل حبه على طاعته وأورثهم من الخيرات مانالوا به كرامته أحمده سبحانه وضع القبول لمن يشاء في السماء والأرض وبيض وجوههم يوم العرض الحليم الذي لا يعجل الكريم الذي لا يبخل القيوم الذي لاينام ولا يغفل فأشهد أن لااله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ما ذكره الذاكرون الأبرار وصلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعليهم ما تعاقب الليل والنهار ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من صالح أمته وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته أما بعد ... أيها الأخوة والأخوات المحبة شعور جميل يفرح المرء بها إذا وقعت له في قلوب الناس وكلما قدر الذي يحبك ازداد شعورك بالمحبة فرحا وطرت بها لذة ومرحا وأعظم من تطلب محبته هو رب العالمين وليست العبرة أن تحب أنت الله فلا عجب في ذلك فهو الذي خلقك فسواك فعدلك لكن الفوز العظيم أن يحبك الله فتكون ممن قال الله تعالى فيهم يحبهم ويحبونه وأعظم من تطلب محبته من الناس هو رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم أن يحبك رسول الله أن يحب كلامك إذا تكلمت ويفرح بفعلك إذا تصرفت ويأنس بك إذا رآك في العرصات ويثني عليك في الجنات فيكون مظهرك كمظهره وثوبك كثوبه ولحيتك كلحيته وكلامك ككلامه نعم ليست العبرة أن تحب أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا عجب فهو الذي جاهد لحفظ الدين وقام بحق رب العالمين ولطالما دعا لك فقال ربي أمتي أمتي وإنما الفوز العظيم أن يحبك رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألن نفسك الآن هل لو رآك محمد صلى الله عليه وسلم لأحبك ؟؟؟ كان عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه إذا رأى الربيع بن خثيم رآه حسن الخلق لين الكلام رائق الحديث جميل المعاشرة كأن أخلاقه أخلاق الأنبياء فكان ابن مسعود يقول له" يا أبا يزيد والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك و لأوسع لك إلى جنبه وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين !!" ابن مسعود الذي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم 23سنة يعرف ماذا يحب النبي عليه الصلاة والسلام وماذا يبغض يعلم أنه يحب من الناس من حسن خلقه ورق طبعه وحسنت مجالسته وهو عليه الصلاة والسلام طيب لا يحب إلا طيب ولقد حرص الأولون على أن يحظوا بمحبته صلى الله عليه وسلم بل كان عليه الصلاة والسلام يخبر الناس بما يحببهم إليه وكان يردد قائلا كما صح عند الترمذي " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا " وفي المسند أنه صلى الله عليه وسلم قال للأشج بن عبد قيس " إنك فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله _نعم ويحبهما رسوله فما الخصلتان قيام الليل ، صيام النهار _ استبشر الأشج قال ما هما يارسول الله ؟؟ فقال عليه الصلاة والسلام: الحلم والأناءة وهما من حسن الخلق "وسئل صلى الله عليه وسلم عن البر كما عند مسلم فقال:" البر حسن الخلق" وعند الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟؟ فقال : "تقوى الله وحسن الخلق" وعند الترمذي قال عليه الصلاة والسلام:" أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويألفون ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف" وروى البخاري في الأدب المفرد أنه صلى الله عليه وسلم قال:" ما شئ أثقل في الميزان من حسن الخلق" وعند الترمذي قال عليه الصلاة والسلام:" أن الرجل ليبلغ بحسن الخلق درجة قائم الليل صائم النهار ومن حسن خلقه ربح في الدارين" نعم وإن شئت فانظر إلى أم سلمة رضي الله تعالى عنها وقد جلست مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذكرت الآخرة وما أعد الله تعالى فيها فقالت: يا رسول الله المرأة يكون لها زوجان في الدنيا فإذا ماتت وماتا ودخلوا جميعا إلى الجنة فلمن تكون؟؟؟ فماذا قال صلى الله عليه وسلم تكون لأطولهما قياما أم لأكثرهما صياما أم لأوسعهما علما كلا وإنما قال " تكون لأحسنهما خلقا " فعجبت أم سلمة فلما رأى دهشتها قال عليه الصلاة والسلام: " يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة " نعم ذهب بخيري الدنيا والآخرة أما خير الدنيا فهو ما يكون له من محبة في قلوب الخلق وأما خير الآخرة فهو ما يكون له من الأجر العظيم عند الله جل جلاله ومهما أكثر الانسان من الأعمال الصالحات فإنها قد تفسد عليه إذا كان سئ الخلق وقد ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم حال امرأة ثم ذكر له أنها تصلي الليلوتصوم النهار وتتصدق وتفعل لكنها تؤذي جيرانها بلسانها يعني سيئة الخلق فقال عليه الصلاة والسلام هي في النار... وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام هو الأسوة الحسنةفي كل خلق حميد كان أكرم الناس وأشجعهم وأحلمهم كان أشد حياء من العذراء في خدرها كان أمينا صادقا يشهد له الكفار بذلك قبل المؤمنين والفساق قبل الصالحين حتى قالت له خديجة رضي الله تعالى عنها أول ما نزل عليه لما رأت حاله قالت والله لا يخزيك الله أبدا لماذا؟؟؟ إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق وتصدق الحديث وتؤدي الأمانة بل أثنى الله تعالى عليه ثناء نتلوه إلى يوم القيامة فقال جل جلاله (وإنك لعلى خلق عظيم ) وكان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن نعم كان خلقه القرآن فإذا قرأ قول الله تعالى ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) أحسن نعم أحسن إلى الكبير والصغير إلى الغني والفقير إلى شرفاء الناس و وضعائهم إلى كبارهم وصغارهم وإذا سمع قول الله ( فاعفوا واصفحوا ) عفا وصفح وإذا تلا ( وقولوا للناس حسنا ) تكلم بأحسن الكلام فما دام أنه صلى الله عليه وسلم قدوتنا وإن منهجه منهجنا فتعالوا جميعا نقف على مواقف وعضات من حياته عليه الصلاة والسلام كيف كان يتعامل مع الناس كيف كان يعالج أخطائهم كيف كان يتحمل أذاهم كيف كان يتعب لراحتهم وينصب لدعوتهم فيوما تراه يسعى في حاجة مسكين ويوما يفصل خصومة بين المؤمنين ويوما يدعو الكافرين حتى كبرت سنه ورق عظمه فوصفت عائشة حاله صلى الله عليه وسلم فقالت " كان أكثر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بعدما كبر جالسا " لماذا كان يصلي جالسا قالت " بعدما حطمه الناس " وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام كان عليه الصلاة والسلام يحسن خلقه ويتلطف في تعامله الى درجة أن كل واحد يتعامل معه يشعر أنه أحب الناس إليه كان يأسر القلوب أسرا عند الترمذي أن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه بعدما أسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه عليه ويوسع له في المجلس ويبتسم في وجهه إذا رآه ويناديه بأحب الأسماء إليه حتى ظن عمرو أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء يوما فقال يا رسول الله أي الناس أحب إليك ؟؟؟ فقال صلى الله عليه وسلم "عائشة" قال لا لا يارسول الله أعني من الرجال ؟؟؟ فقال صلى الله عليه وسلم "أبوها" قال ثم من ؟؟؟ قال " ثم عمر " قال ثم من؟؟؟ قال " ثم عثمان " ثم جعل صلى الله عليه وسلم يعدد الرجال قبل أن يذكر عمرو بن العاص فتأمل كيف كان صلى الله عليه وسلم يأسر قلب كل من لقي حتى يظن من حسن تعامله وتواضعه وبشاشته أنه أحب الناس إليه عليه الصلاة والسلام وهذه أعلى مراتب الخلق الحسن أن تجعل من يحبك من أول لقاء عندها سيقبل نصحك إذا نصحت ووعظك إذا وعظت و إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فاسعوهم بأخلاقكم استطاع عليه الصلاة والسلام أن يملك قلوب الناس أجمعين مع أنه بشر مثلنا يرضى ويغضب ويفرح ويسخط لكن حلمه يغلب غضبه وعفوه كان يغلب عقوبته بل كان يقابل الإساءة بالإحسان كان يتحمل أخطاء الآخرين كان يرفق بهم وانظر إليه عليه الصلاة والسلام وقد جلس في مجلس مبارك يحيط به أصحابه فيأتيه أعرابي يستعينه في دية هذا الأعرابي قد قتل رجل فأقبل يريد من النبي عليه الصلاة والسلام أن يعينه بمال يؤديه إلى أولياء المقتول أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من المال ثم قال تلطفا معه : " أحسنا إليك " قال الأعرابي لا لا أحسنت ولا أجملت فغضب بعض المسلمين وهموا أن يقوموا إليه فأشار النبي صلى الله عليه وسلم إليهم أن كفوا ثم قام عليه الصلاة والسلام إلى منزله ودعا الأعرابي إلى البيت فقال له" إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما قلت " ثم زاده صلى الله عليه وسلم شيئا من ماله وجده في بيته ثم قال له"أحسنا إليك " قال الأعرابي نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا .. فأعجبه صلى الله عليه وسلم هذا الرضى منه لكنه خشي أن يبقى في قلوب أصحابه على هذا الرجل شئ فيراه أحدهم في طريق أو في سوق فلا يزال حاقدا عليه فأراد أن يحسن إليه أكثر وأن يسل ما في صدورهم عليه فقال صلى الله عليه وسلم إنك كنت جئتنا فأعطيناك فقلت ما قلت وفي نفس أصحابي عليك من ذلك شئ فإذا جئت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب عن صدورهم فلما جاء الأعرابي قال صلى الله عليه وسلم إن صاحبكم كان جاءنا فسألنا فأعطيناه فقال ما قال وإنا قد دعوناه فأعطيناه فزعم أنه رضي ثم التفت صلى الله عليه وسلم إلى الأعرابي فقال أكذلك ؟؟؟؟ قال نعم فجزاك الله من أهل عشيرة خيرا...فلما هم الأعرابي أن يخرج إلى أهله أراد صلى الله عليه وسلم أن يعطي أصحابه درسا في كسب القلوب " إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه فاتبعها الناس _يعني جعلوا يركضون ورائها ليمسكوها _ وهي تهرب منهم فزعا ولم يزيدوها إلا نفورا وصاحب الناقة يصيح يقول خلوا بيني وبين ناقتي خلوا بيني وبين ناقتي فأنا أرفق بها وأعلم بها فلما تركها الناس توجه إليها صاحب الناقة فأخذ لها من قشام الأرض _ يعني من حشائشها_ فجعله في ثوبه ثم دعاها حتى جاءت واستجابت وشد عليها رحلها واستوى عليها قال صلى الله عليه وسلم ولو أني أطعتكم حيث قال ما قال دخل النار" يعني لو طردتموه لعله يرتد عن الدين فيدخل النار والحديث رواه البزار وفي إسناده مقال ... وما كان الرفق في شئ إلا زانه وما نزع من شئ إلا شانه وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية _ يعني عليه رداء كانت حاشية الرداء الملاصقة للرقبة غليظة خشنة _ فأدركه أعرابي أقبل هذا الأعرابي أيها الأخوة والأخوات وجعل يجري إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يلحق به حتى إذا اقترب منه جبذه بردائه جبذة شديدة فتحرك الرداء بعنف على رقبة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أثر فيهحتى نظرت إلى صفحة عنق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته _ فماذا يريد هذا الرجل ما جعله يستعجل هذا الاستعجال ويتحرك بهذه السرعة لعل بيته يحترق و أقبل يريد معونة أو أحاطت بهم غارة من المشركين اسمع ماذا يريد _ قال يا محمد لا حظ لم يقل يا رسول الله يا أبا القاسم يا نبي الله قال يا محمد مر لي من مال الله الذي أعطاك _يعني كأنه يقول ترى ليس لك منة في هذا المال أصلا هو مال الله لكنه جعله عندك لتعطينا إياه فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليه ثم ضحك ثم أمر له بعطاء لماذا ضحك؟؟؟ حتى يوضح لذلك الأعرابي أني لست غضبان منك وأنه ليس في نفسي شئ عليك حتى تصلي معي من غد وتسألني إذا كان عندك شئ ما كان صلى الله عليه وسلم يستفزه مثل هذه التصرفات كان بطلا لايعاقب أو تثور أعصابه على التافهات كان واسع البطان قويا يضبط أعصابه كان دائم الإبتسامة حتى في أحلك الظروف يفكر في عواقب الأمور قبل أن يفعلها وبالله عليكم ماذا يفيد لو أنه صرخ بالرجل أو طرده هل سيشفى الجرح الذي في عنقه هل سيصلح أدب الرجل كلا إذا ليس مثل الصبر والتحمل أيها الأخوة بعض الأمور نحزن لها ونغضب والغضب ليس علاجا لها قال السماء كئيبة وتجهما قلت ابتسم يكفي التجهم في السماء قال الصبا ولى فقلت له ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما وإن شئت أن تنظر إلى صفاء النفس جليا ومقابلة الأمور برفق وأريحية فانظر إليه انظر إليه صلى الله عليه وسلم بعدما فتح مكة وقد قوي شأنه عند العرب وكثر الداخلون في الاسلام ثم إنه صلى الله عليه وسلم غزا بالناس حنينا يعني توجه إلى الطائف فنزل صلى الله عليه وسلم بحنين وهو وادي بين مكة والطائف لما سمع المشركون في الطائف أنه صلى الله عليه وسلم مقبل إليهم جاءوا وسبقوه إلى الوادي ونزلوا فيه ليباغتوا النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلك من خلال الوادي دون أن يعلم بهم أقبلوا وصفوا صفوفهم وصفوا خيلهم وجعلوا النساء معهم معهن الحجارة ليقذفنها على المسلمين ثم أقبل المسلمون وقد بلغوا أثنى عشر ألف وكان المشركون قد اختبئوا في هذا الوادي بين الصخور فما هو إلا أن دخلت جموع المسلمين في الوادي دون أن يعلم أحد من المسلمين باجتماع الكافرين واختبائهم ما إن دخلوا حتى تفجر عليهم الكفار من كل جانب واضطرب أمر المسلمين وجعلت خيل المسلمين تلوذ خلف ظهورهم فلم يلبثوا إلى أن انكشفوا انكشف المسلمين تدري أول من فر من بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم من هو؟؟؟ أول من فر من بين يديه هم الأعراب الذين ما أسلموا إلا قبل أيام وتسلط الكفار هؤلاء 12ألف من المسلمين لم يبقى منهم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم إلا 9فقط يعني فر أحد عشر ألف و991 لم يبقى معه صلى الله عليه وسلم إلا 9 التفت النبي عليه الصلاة والسلام فإذا الجموع تفر والدماء تسيل والخيل يضرب بعضها بعضا فجعل يأمر العباس يا عباس نادي المهاجرين نادي الأنصار نادي أصحاب الشجرة فرجع بعضهم حتى ثبت صلى الله عليه وسلم في 80 أو في 100 رجل ثم نصر الله المسلمين وانتهى القتال ، جمعت الغنائم بين يديه صلى الله عليه وسلم وجعل عليه الصلاة والسلام يتوجه إلى مكان ليرتاح فيه وقد كثرت عليه الحرب وقد سالت منه بعض الجروح والعرق يتصبب من كل جانب فلما كاد صلى الله عليه وسلم أن يغادر ساحة القتال فإذا الذين فروا من القتال وخافوا من الرماح والنبال هم أول من اجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الغنائم سبحان الله تعلقت به الأعراب يقولون اقسم علينا فيئنا اقسم علينا فيئنا يريدون الغنائم عجبا يقسم فيئكم متى صار فيئا لكم وأنتم لم تقاتلوا أصلا كيف تجرؤن على أن تطلبوا من الغنيمة وهو الذي كان يصرخ بكم لتعودوا وأنتم لا تستجيبون لكنه عليه الصلاة والسلام لم يكن يدقق على مثل هذا فالدنيا لا تساوي عنده شيئا، جعلوا يتبعونه يرددون "أقسم علينا فيئنا" حتى تزاحموا عليه وضيقوا عليه الطريق بين يديه وضطروه إلى شجرة فمر صلى الله عليه وسلم من شدة زحامهم ملاصقا لهذه الشجرة فتعلق ردائه بغصن من أغصانها حتى سقط عن منكبيه وصار بطنه وظهره مكشوفة فلم يغضب لا لم يغضب وإنما التفت إليهم وقال بكل هدوء "أيها الناس ردوا علي ردائي فو الذي نفسي بيده لو كان لي عدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا" نعم لأنه لو كان بخيلا لأمسك الأموال لنفسه ولو كان جبانا لفر مع الفارين ولو كان كذابا لما نصره رب العالمين كان يحسن إلى الناس ليستعبد قلوبهم فاقتدي به أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسانا أحسن إذا كان إمكان ومقدرة فلن يدوم على الإحسان إمكانا وإن أساء مسئ فليكن لك في عروض زلته صفح وغفران كن ريق البشر إن الحر همته صحيفة وعليها البشر عنوان فإن لقيت عدوا فالقه أبدا والوجه بالبشر والإشراق غضان ورافق الرفق في كل الأمور فلم يندم رفيق ولم يذممه إنسان لا تحسب الناس طبعا واحدا فلهم غرائز لست تحصيهن ألوانا من سالم الناس يسلم من غوائرهم وعاش وهو قرير العين جذلان من عاشر الناس لاقى منهم نصبا لأن سوسهم بغي وعدوان هما رضيعا لبان حكمة وتقى وساكنا وطن مال وطغيان من كان للخير مناعا فليس له على الحقيقة إخوان وأخدان نعم كان عليه الصلاة والسلام يخالط الناس ويصبر على أذاهم كان يعاملهم بنفس رحيمة وعين دامعة ولسان داع وقلب عطوف كان يشعر أنه هو وهم جسد واحد يشعر بفقر الفقير وحزن الحزين ومرض المريض وحاجة المحتاج انظر إليه عليه الصلاة والسلام وقد جلس في مسجده يحدث أصحابه كما عند مسلم فإذا به يرى سوادا مقبلا عليه من بعيد نظر إليهم فإذا هم قوم فقراء أقبلوا عليه عليه الصلاة والسلام من مضر من قبل نجد ومن شدة فقرهم كانوا قد اجتابوا النمار تدري ما معنى اجتابوا النمار يعني يأخذ أحدهم قطعة القماش فلا يجد ثمن الإبرة والخيط فيخرق القماش من وسطه ثم يخرج رأسه ويسدل باقيه على جسده ليس عليهم عمائم ولا سراويل ولا أزر أقبلوا قد اجتابوا النمار من شدة الفقر وتقلدوا السيوف وليس عليهم شئ غيرها إذا حركتها الريح انكشفت عوراتهم فلما رأى صلى الله عليه وسلم الذي بهم من الجهد والعري والجوع تغير وجهه ثم قام عليه الصلاة والسلام فدخل بيته فلم يجد شيئا يتصدق به عليهم فخرج دخل بيته الآخر ثم خرج يبحث يلتمس شيئا لهم فلم يجد ثم راح ألى المسجد فصلى الظهر ثم صعد منبره فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال "أما بعد فإن الله عز وجل أنزل في كتابه (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ) ثم قرأ ( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) وجعل يتلوا الآيات والمواعظ ثم صاح بهم وقال تصدقوا قبل أن لا تصدقوا تصدقوا قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة تصدق امرؤ من ديناره تصدق امرؤ من درهمه من بره من شعيره ولا يحقرن أحدكم شيئا من الصدقة وجعل يعدد أنواع الصدقات حتى قال تصدقوا ولو بشق تمرة " يعني إذا ما عندك في بيتك إلا تمرة ما نسمح لم أن تأكلها شقها نصفين كل نصفا وتصدق بنصف فقام رجل من الأنصار بصرة في كفه فناولها النبي عليه الصلاة والسلام وهو على منبره فقبضها منه صلى الله عليه وسلم يعرف السرور في وجهه وقال" من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا " فقام الناس فتفرقوا إلى بيوتهم وجاءوا بصدقات فمن ذي دينار ومن ذي درهم ومن ذي تمر ومن ذي ثياب حتى اجتمع بين يديه صلى الله عليه وسلم كومان كوم من طعام وكوم من ثياب فلما رأى صلى الله عليه وسلم ذلك تهلل وجهه حتى كأنه فلقة قمر ثم قسمه بين الفقراء بل كان عليه الصلاة والسلام من حسن خلقه يشارك الناس في مشاعرهم يهنأهم في أفراحهم ويعزيهم في أتراحهم لم يكن غليظا جافا عديم الملاحظة كلا بل كان حليما لماحا يتصيد الفرص لإدخال السرور على الآخرين عند البخاري أن المهاجرين لما ضيق عليهم في دينهم في مكة هاجروا إلى المدينة وقد تركوا ديارهم وأموالهم فقدم عبد الرحمن بن عوف إلى المدينة مهاجرا كان عبد الرحمن في مكة تاجرا ممكنا لكنه جاء إلى المدينة فقيرا معدما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري فقال له سعد أي أخيه أنا أكثر أهل المدينة مالا فانظر شطر مالي فخذه ثم خشي سعد أن عبد الرحمن يريد أن يتزوج ولا يجد زوجة فعرض عليه أن يزوجه فقال له عبد الرحمن بل بارك الله لك في أهلك ومالك دلني على السوق صحيح عبد الرحمن أيها الإخوة والأخوات ترك ماله في مكة واستولى عليه الكفار لكنه ذا عقل راجح وخبرة تجارية واسعة يستطيع أن يتصرف ويبيع ويشتري قال له سعد السوق في المكان الفلاني ذهب إلى السوق فاشترى وباع فربح يعني اشترى بضاعة بالاجل ثم باعها حالة فصار عنده رأس مال فتاجر فيه ثم زاد عنده المال فتزوج ثم جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وعليه أثر ودع زعفران يعني على ثوبه أثر طيب النساء وهذا قد تلاحظه أحيانا على بعض المتزوجين حديثا قد ترى عليه أحيانا شيئا من الأثر فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن انتبه لهذا التغير وقال عبد الرحمن وهيم؟؟؟ يعني ما الخبر قال يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار عجب النبي عليه الصلاة والسلام كيف استطاع أن يتزوج وهو حديث عهد بالهجرة من أين جاء بالمال قال فما أصدقتها؟؟؟ قال يارسول الله وزن نواة من ذهب فأراد صلى الله عليه وسلم أن يزيد من فرحته :أولم ولو بشاة ثم دعا له النبي عليه الصلاة والسلام بالبركة في ماله وتجارته قال عبد الرحمن فلقد رأيتني ولو رفعت حجرا من الأرض رجوت أن أصيب تحته ذهبا أو فضة يعني من شدة البركة التي كان يلاقيها رضي الله تعالى عنه بل حتى الكفار كان صلى الله عليه وسلم يعاملهم بالعدل كان يستميت في سبيل دعوتهم واصلاحهم كان يتحمل أذاهم كان يتغاضى عن سوئهم كيف لا وقد قال له ربه جل وعلا (وما أرسلناك إلا رحمة ) رحمة لمن ؟؟؟ للمؤمنين للمتقين للصالحين لا ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) إذا هو رحمة للعالمين وتأمل حال اليهود كانوا يذمونه ويبتدؤنه بالعداوة ومع ذلك كان يرفق بهم عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن اليهود مروا يوما على بيت النبي عليه الصلاة والسلام فرفعوا أصواتهم مسلمين فماذا قالوا في سلامهم قالوا السام عليكم يا محمد قال عليه الصلاة والسلام بكل هدوء وعليكم فلم تصبر عائشة السام عليكم يعني الموت عليكم قالت بل السام عليكم أنتم ولعنكم الله وغضب عليكم قال عليه الصلاة والسلام مهلا مهلا يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش قالت يا رسول الله أولم تسمع ما قالوا قال أولم تسمعي ما قلته رددت عليهم فيستجاب لي ولا يستجاب لهم في نعم ما الداعي إلى مقابلة السباب بالسباب أليس الله تعالى قد قال له " وأعرض عن الجاهلين" وفي البخاري أن أنس رضي الله تعالى عنه حدث بأنه صلى الله عليه وسلم كان له جار يهودي فمرض فمضى النبي صلى الله عليه وسلم يزوره وكان هذا الجار غلاما صغيرا فقال صلى الله عليه وسلم وقد وقف عند رأسه قال يا غلام قل لا اله إلا الله فنظر الغلام إلى أبيه فسكت أبوه فأعاد عليه الصلاة والسلام يا غلام قل لا اله إلا الله واليهود يعرفون أن النبي صلى الله عليه وسلم على حق ولكن يمنعهم الكبر عن اتباعه فنظر الغلام إلى أبيه فقال له أبوه أطع أبا القاسم فقال الغلام أشهد أن لا اله إلا الله وأنك رسول الله فابتهج النبي صلى الله عليه وسلم ثم ولى من عنده خارجا فلما وصل إلى باب البيت سمع الصراخ عليه قد مات فرفع النبي صلى الله عليه وسلم بصره إلى السماء وقال بكل رحمة الحمد لله الحمد لله على ماذا على أن مات مسلما فورثناه كلا فهو فقير لا مال له بل سوف يلي المسلمون تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه وهذا سيكلفهم مالا وجهدا وإنما قال الحمد لله الذي أنقذه بي من النار بل حتى مع الأعداء الألداء كان صلى الله عليه وسلم له خلق عظيم كسب به نفوسهم وهدى به قلوبهم ودحر به كفرهم بعث صلى الله عليه وسلم إلى الناس بالهدى ودين الحق فشرقت قريش بدعوته فأخذت تكابده صلى الله عليه وسلم العداء من كل جانب حتى اجتمعوا يوما فأقبلوا إلى رجل من عقلائهم إلى عقبة بن أبي معيط قالوا يا عقبة اذهب إلى هذا الرجل وتفاهم معه دخل عقبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا محمد إنك قد فرقت جماعتنا وشتت شملنا وفعلت وفعلت فصار الولد يسلم فيترك أباه وصارت المرأة تسلم فتترك زوجها أنت فرقت جماعتنا وإني عارض عليك أربعة أمور فخذ واحدا منها قال صلى الله عليه وسلم قل اسمع قال عقبة أن كنت جئت بالذي جئت به تريد مالا يعني إذا أنت رأيت أن كل واحد من الناس اشتغل بعمل من تجارة أو حدادة أو نجارة ليجمع مالا وأنت الآن جئت بهذه الفكرة الجديدة دين جديد لأجل أن يدخل الناس في دينك ويصبحوا أتباعا لك فيعطونك من أموالهم فنحن نريحك من بقية المشوار نجمع لك الآن الأموال حتى تكون أنت أكثر أهل مكة مالا ها...... موافق قال النبي صلى الله عليه وسلم لا قال خذ الثانية إن كنت جئت بالذي جئت به تريد ملكا يعني تريد إن تصبح رجلا لك جاه ومنصب من كثرة أتباعك نحن أيضا نريحك من بقية المشوار نجعلك الآن ملكا علينا لانبرم عقدا ولانحل عقدة ولانتفق مع احد إلا بإذنك أنت الملك موافق قال صلى الله عليه وسلم لا قال خذ الثالثة وبدا الرجل يقل أدبه قليلا قال وان كنت جئت بالذي جئت به تريد نساء إذا أنت تحب الحريم فنحن نزوجك الآن أجمل وحدة في مكة لكن فكنا من هذه الدين الذي أنت تدعوا إليه قال النبي صلى الله عليه وسلم لا فبدا الرجل يقل أدبه أكثر وقال وان كان الذي يأتيك جنون يعني بعبارتنا إن كأنك خبل فإننا ندعو لك الأطباء فيعالجونك من جنونك فانه ربما غلب الجن على المرء حتى يهذي بما لايدري لاحظ سبحان الله هذه العبارات لا تقال لشاب عمره 16 سنة او17 هذه تقال لرجل جاوز الأربعين وربما جاوز الخمسين ورجل من وجهاء مكة ومن انسبهم واحسبهم مع ذلك يقول له هذا الكلام فماذا قال له النبي عليه الصلاة والسلام التفت إليه ثم قال له بكل أدب أفرغت يا ماذا يا غبي يا سفيه يا قليل الأدب لا لا ما كانت هكذا أخلاقه صلى الله عليه وسلم قال أفرغت يا أبا الوليد ذاك يقول له إن كنت تريد النساء وإذا أنت مجنون والنبي صلى الله عليه وسلم يقول له أفرغت يا أبا الوليد بألطف عبارة قال نعم قال فاسمع مني جلس أبو الوليد واتكأ بيديه خلفه فقال صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم" حم تنزيل من الرحمن الرحيم " يعني هذا الدين ليس من عندي هذا من عند الله "كتاب فصلت ءايته قرانا عربيا لقوم يعملون بشيرا ونذيرا فاعرض أكثرهم فهم لا يسمعون" ومضى النبي صلى الله عليه وسلم يتلو الآيات حتى بلغ قوله تعالى "فإن اعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود"فلما بلغ هذه الآيات قفز عقبه من مكانه ووضع يديه على فم النبي صلى الله عليه وسلم وقال كفى كفى ناشدتك والله والرحم ناشدتك والله والرحم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ناشدتك والله والرحم كفى فسكت النبي صلى الله عليه وسلم وخرج عقبة من عنده وقد تأثر كثيرا بكلام النبي عليه الصلاة والسلام فمن كانت هذه أخلاقه مع أعدائه فبالله عليك كيف تكون أخلاقه مع أصحابه وأخلائه كان يرفق بجاهلهم يتلطف في وجيههم وانظر إلى معاوية بن الحكم رضي الله تعالى عنه معاوية كان من عامة الصحابة لم يكن يسكن المدينة ولم يكن مجالسا للنبي عليه الصلاة والسلام وإنما كان له غنم في الصحراء يتتبع بها الخضراء أقبل معاوية يوما إلى المدينة فدخل إلى المسجد فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد جلس مع أصحابه فأقبل فجلس معهم فسمع معاوية النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن العطاس وكان مما علم أصحابه أن المسلم إذا سمع أخاه المسلم عطس فإنه إذا حمد الله يقول له مباشرة يرحمك الله سنة حفظها معاوية وجعلها في عقله وذهب بها بعد أيام جاء معاوية إلى المدينة في حاجة حضرته الصلاة دخل المسجد فإذا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه جاء معاوية الله أكبر دخل معهم في الصلاة بينما هم على ذلك إذ عطس رجل من المصلين فما كاد الرجل يحمد الله حتى تذكر معاوية أنه تعلم أن المسلم إذا عطس فقال الحمد لله فإن أخاه يقول له يرحمك الله فبادر معاوية العاطس قائلا بصوت عال يرحمك الله فاضطرب المصلون وجعلوا يلتفتون إليه منكرين فلما رأى دهشتهم اضطرب وقال واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي ؟؟؟ يعني كأنه يقول أنا ما فعلت شيئا فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ليسكت فلما رآهم يصمتونه صمت انتهت الصلاة التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس وقد سمع جلبتهم وأصواتهم وسمع صوت من تكلم لكنه ليس صوت أبي بكر ولا صوت عمر ولا صوت عثمان هو يعرف صوت أصحابه هذا صوت جديد لم يعتد عليه فلم يعرفه سألهم من المتكلم ؟؟؟ أشاروا إلى معاوية فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم تعال أقبل معاوية إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو فزع ما يدري بماذا سيستقبله وهو الذي أشغلهم في صلاتهم وقطع عليهم خشوعهم استمع إلى معاوية وهو يصف الموقف يقول معاوية رضي الله عنه فبأبي هو وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما رأيت معلما قبله ولا بعده كان أحسن تعليما منه والله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني يعني ما كهرني ما عبس في وجهي ولا ضربني ولا شتمني ما سبني وإنما قال "يا معاوية إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن " انتهى نصيحة باختصار فهمها معاوية ثم ارتاحت نفسه واطمئن قلبه وجعل يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن خواص أموره قال يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الله بالإسلام وإن منا رجالا يأتون الكهان وهم الذين يدعون علم الغيب يعني فيسألونهم عن علم الغيب فقال صلى الله عليه وسلم فلا تأتيهم يعني لأنك مسلم والغيب لا يعلمه إلا الله قال معاوية ومنا رجال يتطيرون يعني يتشائمون بالنظر إلى الطير فقال صلى الله عليه وسلم ذلك شئ يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم أي لا يجوز أن الإنسان يتشائم أو يمتنع من وجهة هو ذاهب إليها بسبب شئ رآه مثلا من طير أو هر أسود أو من غير ذلك ثم جعل معاوية يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن جارية عنده وعن غنم قد عدى الذئب على بعضها وكل هذه المسائل لما رأى من حسن خلق النبي عليه الصلاة والسلام معه كان عليه الصلاة والسلام غرا عليه للنبوة خاتم من الله مشهود يلوح و يشهد وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد بطيبه رسم للرسول ومعهد منير وقد تعفو الرسوم وتهمد عرفت لها رسم الرسول وعهده وقبرا به وارى التراب وملحدا نبي آتانا بعد يأس وفترة من الرسل والأوثان في الأرض تعبد فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا يلوح كما لاح الصقيل المهند وأنذرنا نارا وبشر جنة وعلمنا الإسلام فالله نحمد وأنت إله الخلق ربي وخالقي لذلك ما عمرت في الناس أشهد تعاليت رب الناس عن قول من دعا سواك إلها أنت أعلى وأمجد لك الخلق والنعماء والأمر كله فإياك نستهدي وإياك نعبد وبلغ من خلقه العظيم عليه الصلاة والسلام أنه كان يلتمس المعاذير للمخطئين ويحسن الظن بالمذنبين كان إذا قابل عاصيا ينظر إلى جوانب الإيمان قبل أن ينظر إلى جوانب الشهوة والعصيان ما كان يسيء الظن بأحد يعاملهم كأنهم أولاده وإخوانه يحب لهم الخير كما يحبه لنفسه نعم حتى العصاة كان عليه الصلاة والسلام إذا رآهم تبسم انظر إليه صلى الله عليه وسلم وقد جلس في مسجده كما في حديث أنس في الصحيح فجيء برجل قد شرب خمرا فأمر به النبي عليه الصلاة والسلام فجلد ثم أخرج بعدها بأيام جيء بالرجل نفسه قد شرب خمرا مرة ثانية فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فضرب ثم أخرج ثم جيء به مرة ثالثة وقد شرب خمرا يشرب خمر في عهد النبوة وهو يرى النبي صلى الله عليه وسلم ويرى الصحابة فضرب في المرة الثالثة وأخرج فلما أخرج التفت أحد الصحابة إليه وجعل ينظر فإذا الرجل قد تمكن حب الخمر من قلبه حتى جعل يشربها مرارا ويؤتى به إلى النبي عليه الصلاة والسلام ويؤدبه بنفسه فلا يتوب منها فالتفت ذلك الرجل إلى هذا الذي قد شرب خمرا وهو خارج ثم قال لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به...لاحظ لم يلعن مصليا قانتا ولا عابدا تاليا ولا مجاهدا شجاعا وإنما رجلا قد شرب الخمر مرارا قال لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به...فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الرجل اللاعن وقال لا تلعنه_ لماذا_ فإنه يحب الله ورسوله.. الله أكبر نظر إلى جوانب الإيمان المتبقية في هذا الرجل وإن كان قد وقع في معصية نعم أفلا يقتدي به أولئك الذين إذا رأى أحدهم شابا مدخنا تجهم في وجهه وقطب جبينه وكأنه رأى يهوديا أو نصرانيا يا أخي وما أدراك لعل هذا المدخن عنده من الأعمال والأسرار بينه وبين الله ما يجعله في أعلى عليين وبعضهم إذا رأى من حلق لحيته أو أسبل إزاره احتقره وازدراه وما أدراك لعل له من صلاة الليل وبناء المساجد وبر الوالدين ما تغوص معصيته في بحرها وأنا بذلك لا أعتذر عن العصاة ولكن ( لا يجر منكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى ) بل بلغ من حرصه عليه الصلاة والسلام على الخلق الحسن أنه كان يدعوا الله فبقول " اللهم كما حسنت خلقي فأحسن ُخلقي" كما عند أحمد وكان يقول " اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت " كما عند مسلم فنحن نحتاج أن نقتدي به صلى الله عليه وسلم في أخلاقه كان بشرا من البشر يغضب ولكن غضبه كان لله قالت عائشة رضي الله عنها ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط وما ضرب شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله قالت وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله" وقال أنس " والله لقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم 9 سنين ما علمته قال لشيء صنعته لما فعلت كذا وكذا ولا عاب علي شيئا قط و والله ما قال لي أف قط" كان غضبه لله لا يغضب لنفسه وحتى نفهم الفرق بين الغضبين افرض أن ولدك الصغير جاءك ذات صباح وطلب ريالا أو ريالين مصروفا للمدرسة فتحت محفظة نقودك فلم تجد إلا فئة الخمسمائة ريال قلت له يا ولد ما معي ريالين ولا ثلاثة اذهب إلى أمك ذهب إلى أمه فلم يجد عندها فرجع إليه فجعل يبكي أريد شيئا للمدرسة أنا أستحي أن أذهب بغير مال فأعطيته هذه ال500 ريال قلت له يا ولدي قال نعم قلت هذه اسمها 500 هذه تصرف عليك أنت وإخوانك سنة كاملة يا ولدي اصرف منها ريالين وارجع الباقي انتبه لا تصرف 10 ريالات أو 15 ريال انتبه قال نعم فذهب الولد إلى المدرسة وذهبت أنت إلى عملك وكل شوي تتصل تقول ها رجع الولد ها الولد جاء من المدرسة أو لا ؟؟؟ فلما رجع الولد وقابلته قلت له ها يا ولد أعطني 498 ريال التي بقيت قال يا بابا ما بقي معي شيء وإذا قد صرف 50 ريال هنا و 100 ريال هنا وإذا ليس معه ولا ريال فماذا ستفعل كيف سيكون غضبك قد تضربه قد تعنفه قد تمنعه من مصروفه أياما لكنك لو خرجت مرة إلى صلاة العصر والولد جالس يلعب بالكمبيوتر أو عند التلفاز أو يقلب مجلة بين يديه وقلت له يا محمد قم صلي بسرعة قال نعم سوف آتي إلى المسجد ذهبت إلى المسجد وصليت وجلست تتحدث مع مجموعة من زملائك ساعة أو ساعتين فلما اقترب المغرب رجعت إلى بيتك فإذا ولدك على جلسته لم يقم إلى الصلاة ولا صلى العصر إلى الآن بالله عليك هل ستغضب كغضبك الأول اسأل نفسك أمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يغضب ولكن غضبه كان لله بل كان عليه الصلاة والسلام رفيقا حتى مع من يعتدي على أموره الخاصة كان رفيقا يقول المقداد ابن الأسود رضي الله تعالى عنه قدمت المدينة أنا وصاحبان لي قال فتعرضنا للناس فلم يضفنا احد وفي السابق ما كان عندهم شقق مفروشة أو فنادق قال فأتينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا له ذلك يا رسول الله ما وجدنا مكانا نأوي إليه قال فأضافنا في منزل وعنده 4 أعنز قال أحلبنها يا مقداد جزأهن 4 أجزاء وأعطي كل إنسان جزءا قال المقداد فكنت في كل ليلة أحلب هذه الأعنز وأقسمها إلى أربعة أقسام لي قسم ولصاحبي قسمان وللنبي عليه الصلاة والسلام قسم إذا كان موجودا صلى الله عليه وسلم شرب قسمه وإن كان غائبا وضعناه جانبا وغطينا عليه حتى يأتي فيشربه عليه الصلاة والسلام في ليلة من الليالي تأخر النبي صلى الله عليه وسلم في المجيء إلي اضطجع المقداد على فراشه بعدما شرب قسمه وشرب صاحبيه ولم يبقى إلا قسم النبي صلى الله عليه وسلم لبن في إناء فلما اضطجع المقداد كان لا يزال جائعا قال في نفسه لعل النبي صلى الله عليه وسلم قد آتى أهل بيت من الأنصار فأطعموه يعني لأجل ذلك تأخر علينا هذه الليلة فلو قمت شربت هذه الشربة فقال أعوذ بالله لا هذا لبن النبي صلى الله عليه وسلم يأتي الآن جائعا فلا يجده قال فلم تزل بي نفسي حتى قمت فشربتها ولم يبقي المقداد للنبي صلى الله عليه وسلم شيئا قال فلما دخل اللبن في بطني وتقارى أخذني ما قدُم وما حدث قلت الآن يجيء النبي عليه الصلاة والسلام جائعا ظمآن فلا يرى في القدح شيئا فيدعوا على الذي شربه قال فحزنت وسجيت ثوبا على وجهي واضطجعت على فراشي من شدة الهم فلما مضى بعض الليل جاء النبي صلى الله عليه وسلم دخل البيت فسلم تسليما يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم يعني وقال السلام عليكم بحيث من كان يقظانا فإنه يرد السلام ومن كان نائما لا ينزعج بالصوت القوي ، المقداد كان على فراشه رد السلام بصوت منخفض وتظاهر بأنه نائم وجعل يرقب النبي صلى الله عليه وسلم بطرف عينه أول ما دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيت كان جائعا أقبل إلى إنائه فكشف عنه الغطاء فلم يرى شيئا فعلم أنه قد شُرب فرفع النبي صلى الله عليه وسلم بصره إلى السماء ففزع المقداد وقال في نفسه الآن يدعو علي فجعل يتسمع ماذا يقول فإذا يه عليه الصلاة والسلام يقول " اللهم اسق من سقاني وأطعم من أطعمني " فلما سمع المقداد ذلك اغتنم دعوة النبي عليه الصلاة والسلام فقفز من على فراشه يلتفت يمين ويسار ثم أخذ الشفرة السكين ومضى إلى الأعنز سبحان الله هي ليست له لكن من شدة حماسه أقبل ليذبح إحداها ليطبخها للنبي عليه الصلاة والسلام أقبل إلى إحداها ثم جعل يتحسسها لينظر سمنها ليذبحها فوقعت يده على ضرعها فإذا هي حافل مليئة باللبن فتعجب ثم وضع يده على ضرع الأخرى فإذا هي حافل مليئة باللبن فلمس الثالثة والرابعة فإذا كلهن حُفل مليئة باللبن فأقبل إلى أكبر إناء عنده في البيت فجعل يحلب الأولى ويحلب ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة حتى ملأ الإناء وعلت الرغوة فوقه ثم أتى بالإناء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وناوله إياه قال اشرب يا رسول الله فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم كثرة اللبن عجب وقال أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد ؟؟ قال المقداد اشرب يا رسول الله قال ما لخبر يا مقداد قال اشرب ثم الخبر فشرب النبي علبه الصلاة والسلام ثم ناول القدح للمقداد يعني شرب شيئا يسيرا لأجل أن يشرب المقداد وصاحباه من بعده قال المقداد اشرب يا رسول الله قال ما لخبر قال اشرب فشرب ثم ناوله القدح والمقداد يقول اشرب اشرب قال المقداد فلما عرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد روي وأصابتني دعوته ضحكت وضحكت حتى ألقيت على الأرض من شدة الضحك عجب النبي صلى الله عليه وسلم لماذا يضحك المقداد أنا اشرب لبن لماذا يضحك فالتفت صلى الله عليه وسلم إلى المقداد وقال احدى سواتك يا مقداد يعني هذا مقلب من مقالبك ثم قال صلى الله عليه وسلم والخبر يا مقداد ؟ فقال يا رسول الله انك قد أبطئت علينا الليلة وكنت جائعا فقلت في نفسي لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تعشى عند بعض الأنصار وقص عليه القصة كلها وكيف أن الأعنز حلبت في ليله واحدة مرتين على غير العادة فقال صلى الله عليه وسلم ما كانت هذه إلا رحمة من الله، يعني هذه بركة أفلا كنت آذنتني يعني أخبرتني قبل أن نشرب اللبن كاملا حتى توقظ صاحبيك هذين فيصيبان منها فقال المقداد والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها و أصبتها أنت من فاتت من بعد ذلك من الناس يعني أهم شيء يا رسول الله البركة تصيبني وتصيبك أنت أما أن تفوت غيرنا فلا يهمني ذلك كان عليه الصلاة والسلام متواضعا مع ما آتاه الله من فضائل كان متواضعا فهو خاتم الأنبياء وامام الأنقياء كان معظما في أصحابه مهيبا من قبل أعدائه وزاده الله على ذلك بأن كان أحسن الناس وجها كان وجهه مستنيرا كالشمس وكان إذا سُر استنار وجهه حتى كأن وجهه قطعة من قمر قال جابر ابن سمرة رضي الله تعالى عنه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة مضيئة مقمرة قال فجعلت انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر وعليه الصلاة والسلام حلة حمراء فإذا هو عندي أحسن من القمر ومع ذلك كله لم يتسلط على قلبه عجب ولا كبر كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويفري ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه لم يكن يحتقر أحدا كان يقول " لو دعيت إلى كراع أو ذراع لأجبته ولو أهدي ذراع أو كراع لقبلته " وكيف لا يكون كذلك وهو الذي أوحي إليه قول الله ( ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور ) وكان يردد في الناس قائلا " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " ومن تواضعه عليه الصلاة والسلام أنه كان يمازح الفقراء والضعفاء ويدخل السرور على قلوبهم عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهر ابن حرام كان يهدي للنبي عليه الصلاة والسلام أحيانا هدايا من البادية والنبي عليه الصلاة والسلام يهديه هدايا من المدينة كان يحضر للنبي صلى الله عليه وسلم مثلا سمنا أو إقطا أو نحو ذلك والنبي عليه الصلاة والسلام يعطيه من التمر أو نحوه وكان عليه الصلاة والسلام يحب زاهر حبا عظيما وكان زاهر دميما شديد الدمامة أتى زاهر رضي الله عنه يوما من الأيام من البادية ودخل المدينة فأراد أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يذهب إلى ما عنده من شغل أقبل إلى بيت النبي عليه الصلاة والسلام فلم يجده وكان معه متاع فذهب به إلى السوق أول ما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته أُخبر أن زاهر قد جاءه ما قال النبي صلى الله عليه وسلم أي زاهر رجل مسكين ضعيف نراه في صلاة العصر أو المغرب ليس مهما عندي كأهمية أبي بكر وعمر لا بل كان صلى الله عليه وسلم متواضعا فخرج من بيته يبحث عن زاهر أين يمكن أن يكون ذهب زاهر ؟؟؟ أكيد أنه ذهب إلى السوق يبحث عن زاهر دخل إلى السوق وجعل يتلفت فإذا زاهر قد جعل متاعه بين يديه وإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد اشتاق إلى زاهر فأقبل صلى الله عليه وسلم يمشي إلى زاهر تخيل معي المنظر زاهر رجل أعرابي جاء من البر عمله هو الرعي وتربية الأغنام والقيام عليها وعلى الإبل يعني لعل رائحته من رائحة الغنم ولعل لباسه أيضا قد لبس شيئا من الفرو أو نحو من الغنم والعرق يتصبب من كل مكان ولعله جائع و نجو ذلك وإذا بالنبي عليه الصلاة والسلام أطهر الناس وأطيب الناس ريحا والذي يعرف بريح الطيب إذا أقبل إذا به عليه الصلاة والسلام يقبل إلى زاهر من ورائه يمشي رويدا رويدا وزاهر قد وقف يبيع المتاع ويحرج عليه وينادي الناس لشرائه أقبل صلى الله عليه وسلم بكل هدوء من خلف زاهر ثم احتضنه وأمسكه زاهر ما يدري من الذي أمسكه فخاف أن يكون أحدا يريد أن يؤذيه ففزع وقال أرسلني أرسلني من هذا فسكت النبي صلى الله عليه وسلم زاهر يحاول أن يتخلص من القبضة وجعل يتلفت إلى الناس فإذا النبي عليه الصلاة والسلام يزيد الأمر على زاهر ويقول من يشتري العبد من يشتري العبد ؟؟؟ فتغير زاهر وغضب الآن هذا يريد أن يسرق متاعي وأيضا يريد أن يبيعني معه إلى الآن ما يدري أن الذي يمسكه هو النبي عليه الصلاة والسلام فالتفت زاهر ينظر فإذا الذي يمسك به هو أطهر من مشى على الأرض عليه الصلاة والسلام فلما رأى النبي جعل زاهر يسكن منه الفزع ويلصق ظهره بصدر النبي عليه الصلاة والسلام ويقول يا رسول الله تبيعني إذا والله تجدني كاسدا يا رسول الله من يشتريني_ يا رسول الله لا مال ولا جمال ولا خبرة في تجارة أو وظيفة معينة أو صنعة من يشتريني يا رسول الله حتى لو بعتني من يشتريني _ إذا والله تجدني كاسدا يا رسول الله فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليه وقال له لكنك عند الله لست بكاسد أنت عند الله غال ففرح زاهر بمثل هذه العبارات كان متواضعا وكان من رفقه ولينه يأتي ضعفاء المسلمين كان يزورهم يعود مرضاهم يشهد جنائزهم كان يتخلف في المسير إذا كان في قافلة فيزجي الضعيف ويردف ويدعو لهم عليه الصلاة والسلام ألا فلينتبه إلى هذا ذاك الذي يطغى أن رآه استغنى لينتبه إليه الذي يصعر خده للناس ويمشي في الأرض مرحا ذاك الذي يتكبر على العمال والخدام والفقراء يتكبر عن محادثتهم ومصافحتهم ومجالستهم وكأنه مخلوق من ذهب ولعله عند الله أحقر من الجعلان كنت في مجلس قبل أيام فتحدث أحد من رآه استغنى وقال في أثناء حديثه كان يتحدث قال يا شيخ ومررت بأحد العمال فمد يده ليصافحني فترددت ثم مددت يدي وصافحته ثم قال مع أني لا أعطي يدي لأي أحد ما شاء الله يقول لا أعطي يدي لأي أحد سبحان الله ومن أنت إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم تأتيه الأمة المملوكة الضعيفة السوداء التي يحتقرها الناس فتلقاه في وسط الطريق وتشتكي إليه من ظلم أهلها أو كثرة شغلها فيجعل صلى الله عليه وسلم يده إليها فتمسك بكمه وتنطلق به صلى الله عليه وسلم إلى أهلها لأجل أن يشفع لها وكان يقول " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " وهذا يقول لا أعطي يدي لأي أحد يا جماعة حتى مع الصغار كان عليه الصلاة والسلام له خلق عظيم أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه كان له أخ صغير وله طير يلعب به وكان عليه الصلاة والسلام إذا مر بهذا الصغير يمازحه ويكنيه ب أبي عمير يقول يا أبا عمير ما فعل النغير ؟؟ يمزح مع هذا الصغير وكان يزور الأنصار يسلم على صبيانهم يمسح رؤوسهم عليه الصلاة والسلام كان يعطف على الصغار كان إذا مر على صبيان يلعبون سلم عليهم وكان ضحوكا مزوحا مع الناس كان يدخل السرور إلى قلوبهم خفيفا على النفوس لا يمل أحد من مجالسته عن أنس رضي الله عنه أن رجلا استحمل النبي صلى الله عليه وسلم أي طلب منه أن يحمله في سفر على دابة فقال صلى الله عليه وسلم إني حاملك على ولد ناقة فأول ما تبادر إلى ذهن الرجل ولد ناقة يعني قعود لم يولد إلا منذ أشهر أو منذ أيام يعني بعير صغير ما يحملني هذا فظن أن النبي صلى الله عليه وسلم يستهزأ به فقال يا رسول الله وما أصنع بولد الناقة فقال صلى الله عليه وسلم وهل تلد الإبل إلا النوق يعني أنا سأحملك على ولد ناقة لكن ولد ناقة كبير قد أصبح بعيرا كبيرا . وعن أنس رضي الله تعالى عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال لرجل "يا ذا الأذنين" يمزح معه وأقبلت امرأة يوما تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم من زوجها فقال صلى الله عليه وسلم زوجك الذي في عينه بياض خافت المرأة ظنت أنه في عينه بياض يعني قد ابيضت عيناه فلا يرى قد أصبح أعمى فتغير وجهها ومضت إلى زوجها حتى إذا دخلت جعلت تفتح عينيه وتنظر قال ما بالك؟؟ قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في عينك بياض ! قال أولم يقل لك أيضا أن بياضها أكثر من سوادها يا امرأة وهل يوجد أحد ليس في عينه بياض وسواد وكان عليه الصلاة والسلام إذا مازحه أحد تفاعل معه وضحك وتبسم ما كان يتكبر على الضحك على ما يدخل به الناس السرور دخل عمر على النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه الصلاة والسلام قد غاضب نسائه لما أكثرنا مطالبته بالنفقة واحتبس في بيت عنهن قال عمر وقد أراد أن يضحك النبي صلى الله عليه وسلم لما رآه قد تغير وضاق صدره قال يا رسول الله لو رأيتنا في مكة وكنا معشر قريش نغلب النساء فكنا إذا سألت احدنا امرأته نفقة قام إليها فوجأ عنقها فلما قدمنا المدينة يا رسول الله فإذا قوم تغلبهم نسائهم فطفق نسائنا يتعلمن من نسائهم فلآن لو طلبت مني شيئا لو جئت عنقي فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إليه وتبسم وتفاعل معه عمر يريد أن يضحكه فضحك ثم زاد عمر الكلام فزاد تبسم النبي عليه الصلاة والسلام وتقرأ في أحاديث أنه تبسم حتى بدت نواجذه إذا كان لطيف المعشر كان أنيسا في مجالسه عليه الصلاة والسلام ولم يكن صلى الله عليه وسلم يتصنع هذه الأخلاق أمام الناس فإذا خلا بأهل بيته انقلب حلمه غضبا ولينه غلظا لا ما كان بساما مع الناس عبوسا مع أهل بيته ولا كريما مع الخلق إلا مع أمه وأبيه وإخوته وولده وزوجه بل كانت أخلاقه سجية يتعبد لله تعالى بها كما يتعبد بصلاة الضحى وقيام الليل كان يحتسب ابتسامته قربا ورفقه عبادة وعفوه ولينه حسنات نعم من اعتبر حسن الخلق عبادة تحلى بها في جميع أحواله في سلمه وحربه وجوعه وشبعه وصحته ومرضه بل وفي فرحه وحزنه كم من الزوجات اليوم بل ومن الأمهات تسمع عن أخلاق زوجها أو ابنها وسعة صدره وابتسامته وكرمه لكنها لم ترى من ذلك شيئا فهو في البيت يكون سيء الخلق ضيق الصدر عابس الوجه صخابا لعانا بخيلا منانا أما هو عليه الصلاة والسلام فكان يقول خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي كما عند ابن ماجه انظر كيف كان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع أهله قال الأسود ابن يزيد سألت عائشة رضي الله عنها ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته قالت كان يكون في مهنة أهله يعني يساعد أهله في عمل البيت فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة وكذلك كان عليه الصلاة والسلام يتعامل التعامل الحسن حتى مع أولاده الصغار عند البيهقي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال كنت يوما جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على الأرض حتى سقط ردائه عن منكبيه كانوا إذا دخل أحد إلى بيته تسهل فخلع ردائه كما أن أحدنا إذا دخل إلى بيته خلع عنه غطاء رأسه من غترة أو طاقية وقد ينزع ثوبه أيضا ويلبس ثوبا آخر يعني الإنسان في داخل بيته يكون حاله على غير حاله إذا كان خارجا يقول أنس فبينما النبي صلى الله عليه وسلم قد اضطجع على الأرض وسقط الرداء عن منكبيه إذ أقبل الحسن أو الحسين فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فجعل على بطنه هم في السابق من شدة فقرهم رجالهم لا يكادون يلبسون سراويل يعني يكتفي أحدهم بالإزار الذي يلفه على جسده من سرته إلى نصف ساقه أو إلى أدنى من ذلك شيئا يسيرا يعني ما كان عندهم أصلا مال يشترون به قماشا يلبسون به سراويل فما بالك بصبيانهم الصغار أقبل الحسن أو الحسين وهو غلام صغير ولعله قد لف عليه قطعة من خرقة أو نحوها أول ما أجلسه صلى الله عليه وسلم على بطنه فتح الصغير الرجلين لأجل أن يجلس على البطن جعل النبي صلى الله عليه وسلم يمازحه الصغير ضحك ثم ضحك ثم ضحك ثم بال أنس أول ما رأى البول قفز من مكانه يبعده عن بطن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنسا مقبلا كفه قال لا تفزع ولدي لا تفزعه النبي عليه الصلاة والسلام مسرور أن الصغير يضحك وفرحان ما يريد أن يقطع عليه هذا الفرح والبول قد بال وانتهى الآن يعني سوف أغسله سواء كان قليلا أو كثيرا أنا سوف أقوم وأغسله ما في مانع أن يكمل بوله مدام أنه بدأ لا تقطع عليه بوله فجعل أنس ينظر يقول أنس وجعلت أرى بوله أساريع يعني خطوطا عن جانبي بطن النبي صلى الله عليه وسلم ما أصبره عليه الصلاة والسلام فلما انتهى الصغير من بوله وضحكه أخذه النبي صلى الله عليه وسلم وضعه على جنب ثم قام عليه الصلاة والسلام و غسل البول عنه وانتهى الأمر انظر إلى تحمله الآن يا جماعة لو أن أحدنا دخل إلى بيته فأقبل إليه أحد أولاده الصغار أقبل يجري يا بابا فلما حملته أنت إليك لتقبله ما أقول بال عليك ولا أقول كان ملطخا بالبول أو غائط شممت فيه رائحة يعني قد تغوط أو تبول وأمه لم تغير يعني شممت فيه شيئا من الرائحة تجد أن بعضنا يسد أنفه ويقول اذهب إلى أمك ويضعه على الأرض والصغير مسكين ما يعقل شيئا يا جماعة لماذا لا يكون عندنا شيء من التحمل لمثل هؤلاء وكان عليه الصلاة والسلام إضافة إلى ذلك كله يعتني بمظهره ورائحته قال أنس كان صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ وما مسست ديباجا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا ولا عنبرا أطيب من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت يده مطيبة كأنما أخرجت من جؤنة عطار جؤنة العطار هو الإناء الذي يخلط فيه العطار أنواع الطيب يقول أنس كأن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل إلى هذا الإناء قبل أن يقسمه العطار في قوارير صغيرة وأدخل يده في هذا الإناء في ذلك الطيب المختلط ثم أخرجها وكان يعرف بريح الطيب إذا أقبل وكان لايرد طيبا وكان يهتم بمظهره ويأمر المسلمين بذلك عن أبي الأحوص عن أبيه رضي الله عنهما قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلي ثوب دونٍ أي ثوب رديء فقال صلى الله عليه وسلم ألك مال ؟؟ قلت نعم قال من أي المال ؟؟ قال من الإبل والبقر والغنم والخيل فقال عليه الصلاة والسلام فإذا آتاك الله مالا فليرى أثر نعمة الله عليك وأثر كرامته وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرا في منزلنا فرأى رجلا شعثا قد تفرق شعره فقال أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وسخة فقال أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه وقال صلى الله عليه وسلم من كان له شعر فليكرمه وكان يحرص على حسن السمت وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة وكان يردد قائلا كما عند مسلم " إن الله جميل يحب الجمال " وإن تعجب فعجب من خلقه صلى الله عليه وسلم حتى مع الحيوانات سبحان الله حتى مع الحيوانات نعم كان في سفر فانطلق لحاجته فرأى بعض الصحابة حمرة يعني حمامة معها فرخان فأخذ بعضهم فرخيها فجاء بهما يعني ليعطيهما أولاده أو نحو ذلك فجاءت الحمرة فجعلت تحوم فوقهم وترفرف بجناحيها أول ما رآها النبي صلى الله عليه وسلم قال من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها وفي يوم آخر أقبل صلى الله عليه وسلم ماشيا فرأى رجلا قد وضع رجله على صفحة عنق شاة ليذبحها ولا يزال يحد شفرته يحد السكين وهي تلحظ إليه ببصرها فغضب صلى الله عليه وسلم قال أتريد أن تميتها موتتين هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها وكان صلى الله عليه وسلم من رأفته إذا توضأ وأقبلت عليه هرة أصغى لها الإناء يعني أمال الإناء فشربت من الماء حتى تروى ثم تذهب ثم يكمل النبي صلى الله عليه وسلم وضوئه من هذا الماء وعند مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان له ناقة تسمى العضباء ثم إن نفرا من المشركين أغاروا على إبل للمسلمين في جوانب المدينة فذهبوا بهذه الإبل وكانت العضباء معهم وأسروا امرأة من المسلمين كانت ترعى غنما أخذوها مع هذه الإبل وأخذوا غنمها استاقوها جميعا هرب المشركون بالمرأة و الإبل والغنم والنبي عليه الصلاة والسلام ما يدري ذهبوا شمال ؟ جنوب ؟ شرق؟ غرب؟ ذهب المشركون وكانوا إذا نزلوا أثناء الطريق أطلقوا الإبل لترعى فإذا رعت أخذوها وربطوها بالليل عقلوها ثم ناموا وربطوا المرأة لما نزلوا في منزل بالليل المرأة حاولت أن تفك حبالها من عليها حاولت حتى فكت القيود من على نفسها مسكينة ما تدري ماذا سيفعل بها هؤلاء الكفرة إذا ذهبوا بها إلى ديارهم قامت المرأة وأقبلت تفكر طيب الآن لو أردت أن أرجع إلى المدينة يعني سوف يستيقظ المشركون ويلحقني أحدهم إما على بعير أو على فرس فيمسكني وقد يقتلني في مكاني لو هربت ماشية على قدمي وقد أضل في الطريق ولا أجد من يعينني فأقبلت إلى الإبل لتحل عقال إحداها لأجل أن تأخذها لأجل أن تركبها لتصل إلى المدينة أقبلت إلى بعير وجعلت تفك عقاله من عليه أول ما بدأت تحل هذا العقال رغى البعير بأعلى صوته خوفا فالمرأة خافت أن يستيقظ أولئك فجعلت تمسح عليه حتى سكت أقبلت إلى البعير الثاني حركته فرغى بأعلى صوته لا حول ولا قوة إلا بالله أقبلت إلى الثالث الرابع تورطت حتى وصلت إلى العضباء ناقة النبي عليه الصلاة والسلام فإذا ناقة ذلول مجسرة فحركتها يمين يسار والناقة لم يصدر منها أي صوت فركبت على الناقة بعدما حلت عقالها أول ما استقرت المرأة فوق الناقة قامت الناقة بسرعة توجهت إلى المدينة وانطلقت تجري المرأة من شدة الفرح رفعت يديها إلى السماء وقالت اللهم إن لك علي نذر إن أنجيتني عليها أن أنحرها ومضت الناقة تمشي قدموا إلى المدينة دخلت المرأة بالناقة ووصلت إلى بيتها أخذ الصحابة مباشرة الناقة وهم يقولون العضباء العضباء ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وذهبوا بها إلى النبي عليه الصلاة والسلام المرأة سلمت على أهلها وأقبلت إلى النبي عليه الصلاة والسلام مسرعة قالت يا رسول الله ادفع إلي الناقة قال لمَ؟؟؟ قالت إن لله علي نذر أن أنحرها فقال صلى الله عليه وسلم أن تنحريها أن أنجاكِ الله عليها أن تنحريها بئس ما جزيتيها بئس ما جزيتيها ثم قال لا وفاء لنذر في معصية الله ولا وفيما لا يملك ابن آدم أيها الإخوة والأخوات أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( قد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) هو صلى الله عليه وسلم أحسن الهدي هديه وأجمل الفعل فعله وأحكم التعامل تعامله فمن كان يشتاق للقائه ويرغب في محبته وصحبته فليقتفي أثره وليسر على دربه فإنه عليه الصلاة والسلام يشتاق إليك كما تشتاق إليه اسمعه وهو يقول "وددت لو أني رأيت إخواني " قالوا أو لسنا إخوانك يا رسول الله قال " أنتم أصحابي وإخواني الذين يأتون من بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله " نسأل الله أن يجعلنا من أحبابه وأن يجعله يفرح بلقائنا كما نفرح بلقائه وأن يحبنا إذا رآنا كما نحبه اللهم اهدنا لأحسن الأقوال والأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت آمين آمين هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . كتبه الشيخ محمد العريفي |
|||||||||||||
|
||||||||||||||
![]() |
|
رسالة لكل زوار منتديات العبير |
عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع و لكن من اجل منتدى ارقي و ارقي برجاء عدم نقل الموضوع و يمكنك التسجيل معنا و المشاركة معنا و النقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذلك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا . |
![]() |
#2 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
![]()
الله يخليك القيصر
يوبارك فيك الله |
|||||||||||||
![]() |
|
![]() |
#3 | |||||||||||||
![]()
|
![]()
ويبارك فيك يالغلا
|
|||||||||||||
![]() |
|
![]() |
#4 | ||||||||||||||||
![]()
|
![]()
الله يبارك فيك ويجزيك خير ياقيصر
|
||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
#5 | |||||||||||||
![]() رحمه الله
|
![]()
الله يبارك فيك ويجزيك خير ياقيصر
|
|||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
موسوعة الألف سؤال في الثقافة الاسلاميه | سكوتي كلآآم | مجالسُ الدعوةِ إلى الله حُجةٌ وتاجٌ من نور | 8 | 10-11-2007 12:06 AM |
كل شئ عن الرسول عليه الصلاه والسلام منذ ولادته والى مماته | سكوتي كلآآم | مجلس نبي الرحمة وعظماء التاريخ الاسلامي | 6 | 23-07-2007 09:58 AM |
المصطفى من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم | عبد الله الساهر | مجلس نبي الرحمة وعظماء التاريخ الاسلامي | 6 | 08-05-2007 08:43 PM |
من معجزات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم | أمـ جود ـ | مجلس نبي الرحمة وعظماء التاريخ الاسلامي | 2 | 26-02-2007 02:26 PM |
هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم | أمـ جود ـ | مجلس نبي الرحمة وعظماء التاريخ الاسلامي | 1 | 06-02-2007 01:58 PM |